حوادث سنة ١٢٥٦ ه ـ ١٨٤٠ م
آل بابان :
في هذه السنة لم يحرك الوزير علي رضا پاشا ساكنا فمضت الحالة بهدوء. وبالتعبير الأولى لم يتعرض بالخارج من عشائر فلم يقع ما يستحق الذكر إلا ما وقع من العفو عن محمود پاشا البابان عفت عنه الدولة عما سبق منه من تعنت أثناء ولايته. فألبسه الوزير الخلعة. وهو أخو سليمان باشا. ولما علم أمير السليمانية أحمد باشا انحاز بأتباعه إلى جانب وفي هذه الأثناء ظهر (علي بك) ابن محمود باشا مطالبا وناصرته إيران باعتبار أن أمه منهم. فاحتل جيشها السليمانية وقبض على أحمد پاشا ونهب جيش محمود پاشا فاضطر إلى الانسحاب إلى ناحية قره حسن من كركوك.
ومن ثم عين الوزير علي رضا پاشا جيشا قوامه خمسة أفواج من عسكر النظام جعل رئيسهم إبراهيم پاشا أمير اللواء. وعزم الوالي أن يذهب بنفسه. وحذّر أن تقع فتنة بين الدولتين فأشير عليه بالبقاء. وفوض هذه الأنحاء إلى معتمده راشد آغا ، فذهب إليها أيضا وجعل معه علي آغا اليسرجي (١) إلا أنه لم تعرف نتائج ذلك.
وإنما رأينا عودة أحمد پاشا وإبقائه أميرا على ديار الكرد إلى أن أزاحته الدولة سنة ١٢٦٤ ه بأخيه عبد الله پاشا فصار قائممقاما. وفي سنة ١٢٦٧ ه عزل وصارت إدارة اللواء للدولة فانقرضت (إمارة بابان).
والملحوظ أن سليمان پاشا بابان توفي سنة ١٢٣٩ ه ـ ١٨٢٣ م. وهو والد أحمد پاشا وأخو محمود پاشا. ذكره الأستاذ أبو الثناء في مجموعته.
__________________
(١) مجموعة السهروردي.