حوادث سنة ١٢٥٨ ه ـ ١٨٤٢ م
عزل الوالي علي رضا باشا :
لم نقف على أسباب عزله ، وكل ما علمناه أنه سخطت عليه دولته ولعل الحوادث الماضية وأوضاع رجاله وشيوع أعمالهم مما كان يكفي لعزله والضرب على يده إلا أنه لما كان أنقذ بغداد من المماليك وجعلها تابعة لدولته رأسا ، لم يضره ما فعل بعد ذلك ... والقول بأن الأهلين يملّون الأوضاع ويضجرون من الحالات المستمرة عليهم ، لم يكن ذلك من دواعي عزله ، وربما كان عزله من جراء أنه لم يستطع أن يقوم بعوائد الدولة. ذلك ما جلب عليه السخط. والصواب أن الدولة لا تشتري النفرة العامة من الأهلين ولا تقصد إساءتهم ولكن مثل هؤلاء الوزراء جلبوا لها سوء السمعة فصار كل عمل ينسبونه إليها أو أن النقمة تتوجه عليها رأسا.
جرى تحويله إلى الشام وهو كاره. وكان خروجه من بغداد إثر ورود الوالي الجديد نجيب باشا في شعبان هذه السنة.
وحسبنا أن نعرف من ترجمته تاريخ حوادثه في العراق ، ورجاله الذين استخدمهم لمهمة الإدارة ، وكانت بئس الإدارة ، وكأن الدولة جعلتها منحة له مدة ، وكل ما يقال فيه إن حالة بغداد ساءت في أيامه ونرى مؤرخينا أبدوا كناية وتصريحا أعماله ، وأنها كانت أضر على العراق من إدارة المماليك. ضجر الأهلون من تلك الإدارة ، وملّوها ، فوقعوا بما هو أتعس وأسوأ .. فعلموا أن إدارة المماليك كانت أهون الشرين من هذه الإدارة الجائرة ، وكانوا يأملون خيرا فصاروا في مشكلة لا يستطيعون التخلص منها.
ولا يكفي التألم للمصاب ، أو العويل لما وقع. ولنستنطق أقوال المؤرخين ، ونورد ما أمكن إيراده ، ندون ما كتب عن صفحة ، أو