يأتي بدين جديد وهو على العرب شديد. نفي إلى استنبول ومنها إلى أدرنة وصلوا إليها في ٢٨ جمادى الثانية سنة ١٢٨٠ ه ومن ثم انفصل منه (صبح الأزل). وكان اختاره الباب ليكون داعية. وهو أخو البهاء فعارضه البهاء ، وصرف الدعوة إلى نفسه بداعي أنه كان مستودع الأمر ، وأن مستقر الدعوة هو البهاء ، دون صبح الأزل ، فاستغلها لنفسه.
ومن ثم حصلت بينهما مشادة فأبعدوا من أدرنة في بداية سنة ١٢٨٥ ه ـ ١٨٦٨ م. فجعل صبح الأزل واسمه (ميرزا يحيى) في ماغوسه من (جزيرة قبرص). وأما البهاء وأتباعه فقد نقلوا إلى (عكا) فأقاموا بها. والبهاء مالت إليه الرغبة لقرب اتصاله بإيران واستمر في دعوته. وتابعه الباطنية وقسم كبير من الكشفية. والغربيون حاولوا الاستفادة من هذا الانشقاق فناصروهم. وكانت الإشادة بذكرهم تأييدا لسياسة التفريق. فظن الناس أنه جاء بعقيدة جديدة. وهي قديمة جدا لا تختلف عن عقائد الإسماعيلية وغلاة التصوف.
توفي البهاء في ٢ ذي القعدة سنة ١٣٠٩ ه ـ ١٦ ـ أيار سنة ١٨٩٢ م وله مؤلفات منها (الإيقان) و (جواهر الأسرار) ، و (الأقدس) ، و (الطرازات) ، و (الإشراقات) ، و (الألواح) ، و (الكلمات المكنوتة) وغير ذلك. ويشك كل الشك أن يكون كتب هذه الكتب كلها. وإنما كتب له ابنه (عباس أفندي). وكان خلفه. وسمى نفسه (عبد البهاء). وهو أقدر من أبيه بكثير بل هو الذي أوجد والده وأذاع شهرته. وغير دعوته وعدّل فيها فجعلها عامة بعد أن كانت تهدف الانفصال عن العرب بدين جديد.
أظهر عبد البهاء مؤلفات عديدة له. وفي أيامه اكتسبت نشاطا بما أذاع عن والده وعلى لسانه. وتوفي في ٢٨ تشرين الأول (نوفمبر) سنة ١٩٢١ م فخلفه شوقي وهو المعروف بـ (الرباني). ابن ضيائية خانم بنت