يكن معروفا ، وعينا تاريخ النزاع ومولداته ، فعلمنا صفحات كثيرة عن العراق ، وأدركنا أن لا أمل في توسيع الحدود أو الاشتغال بأمر لم يؤد إلى نتيجة صالحة.
دام تحديد الحدود إلى نهاية سنة ١٢٦٨ ه ـ ١٨٥١ م. من أيام نجيب باشا إلى أيام نامق باشا الكبير ومن ثم اشتدت الحالة فحدثت الحرب مع روسيا فوقف العمل ولم يتقرر الحد بين إيران والعراق. وقبيل الحرب العامة الأولى أي في سنة ١٩١٣ م أعيد النظر في التحديد فلم يسفر عن نتيجة حاسمة.
وإذا كانت الحدود لم تحسم لحد الآن فقد ترك لنا هؤلاء الأفاضل معلومات جمة لما يتعلق بالقطر في مختلف أوضاعه إلى أيامهما. وهذه لم تظهر في حينها. وإنما كشفت عنها الأيام. وحبذا مثل هذه ولم نر إلا القليل من نوعها.
ومن جهة أخرى جلت عما يجاور الحدود العراقية من أصقاع وعشائر بحيث لم يبق خفاء وزال الإبهام ومن ثم عرفنا الأوضاع فانكشفت انكشافا تاما.
وفي أيام الدولتين الحاضرتين تم التفاهم من طريقه وجرت محاولات لتحديد الحدود وأن ينهي أمرها ، فلا يبقى نزاع أو ما يسمى بالنزاع فقد ترك الفريقان الآمال أو لم يجدا ما كان يشعر به من كان قبلهما فحصل التفاهم. ولم يشأ أحد أن يعيد التجربة.
وهل رأينا من كتب مثل ما كان كتب في تقرير درويش باشا وخورشيد باشا بأمل اتصال المعرفة إلى أيامنا؟ لم نقف على شيء من ذلك أو لم يظهر. ومن جهة أخرى لم نعثر على ما كتبه الإيرانيون في تحديد الحدود لتعرف وجهات النظر ، أو ما توسع فيه كل فريق كما أنهم لم يكتبوا عما جرى في هذه الأيام.