حوادث سنة ١٣٠٧ ه ـ ١٨٨٩ م
الهيضة في بغداد :
ظهرت الهيضة ، وفرّ أكثر الأهلين لا سيما اليهود وأكابر البلد إلى القرى ، واستمر المرض ثلاثين يوما ، ثم أخذ بالتناقص. وبلغ مقدار الوفيات كل يوم ما ينوف على مائة وثلاثين نسمة وغلقت الأسواق ولم يبق إلا بعض الدكاكين (١).
موت الحاخام :
هذه أكبر أمرها الأجانب الذين لا شأن لهم إلا التنديد بأعمال الدولة وذمّ ولاتها. وفي بادىء أمرها كانت مسألة تافهة لا تستحق الرعاية والاهتمام. كنت رأيت في مجموعة الأستاذ محمد أمين العمري أن الحاخام أخرجت جثته قبل خروج مصطفى عاصم باشا بليلة واحدة أي يوم ١٧ ربيع الآخر سنة ١٣٠٧ ه. قال :
توفي حاخام باشي (رئيس الحاخامين) بهذه العلة (الهيضة) ، وخرج اليهود ليلا بجثته ، ودفنوه في كنيس النبي يوشع (ع) وذلك خلاف أمر الوالي مصطفى عاصم باشا وفي تلك الليلة وقعت منازعات بين اليهود وبين مأموري البلدية وضربوا رئيس البلدية عبد الله الزيبق وشتموه وذلك بمساعدة سعيد آغا أمير اللواء (الآي بگي) وكسروا باب تربة النبي يوشع ودفنوا الحاخام. ثم إن الوالي لم يرض بهذه الحالات وأدب اليهود وسجن من تجاسر على هذه الأفعال واستحصل أمرا من السلطان عبد الحميد بإخراج جثة اليهودي فأخرجت ليلا ودفنت في مقابر اليهود وصادف عزل الوالي قبل ورود هذا الأمر بيومين. وتحول الوالي إلى
__________________
(١) مجموعة الأستاذ محمد أمين العمري.