ضد ، وغرضنا تعيين الاتجاهات المختلفة. ولم يرض البغداديون عن وال ولا يخفى المصلح من المفسد. وكانت الأنحاء العراقية في مشادة دوما مع الحكومة ، وغالب الولاة يرون تضييقا من الدولة في الحصول على المال ، وتنفيذ ما يمكن دون أن يخسروا شيئا في سبيل الإصلاح ، وخير الولاة من كان نهجه أن يأخذ ويفيد كما فعل مدحت باشا. وهناك من لم يستطع أن يقوم بالمهمة وغالبهم أبدى العجز. عرف منهم كثيرون بحسن السمعة.
وكيل الوالي :
إن وكالة الولاية عهد بها إلى قاضي بغداد أبي بكر حلمي ، وهو الذي أجرى المراسم بصفته وكيلا وبقي في الوكالة شهرين ثم وليها بالوكالة بعده المشير أحمد فيضي باشا. وكان سيىء الأحوال. انفصل من الوكالة في ١١ شعبان سنة ١٣٢٢ ه ـ ٢١ تشرين الأول سنة ١٩٠٤ م.
واقعة ابن الرشيد :
من الوقائع المهمة ما جرى بين ابن الرشيد وابن السعود وذلك أنه في سنة ١٣٢٠ ه ثار أهل القصيم والرياض على آل الرشيد لما رأوا من ظلم لا يطاق ، ودعوا عبد الرحمن الفيصل من آل السعود ، فنابذوا آل الرشيد العداء ، وجاهروا بالخصام والدولة لم تنظر إلى أعمال ابن رشيد وما قام به رجاله من اعتداء حتى عاد لا يطاق أمرهم.
وهذه كلفت العراق ثمنا غاليا في النفوس والأموال. فالدولة أرادت أن لا ينهض آل سعود مرة أخرى فجهزت جيشا لا يزال العراقيون يذكرونه بتألم لما أصاب أولادهم من ضرر ، ومن جهة أخرى إن وكيل الوالي وهو أحمد فيضي باشا آذى التجار والأعيان والعلماء فصار يكلف هذا وذاك للذهاب معه ، وأن يقوم بالتشويق للحرب ، ولم يترك العلماء من هذا الأمر ، وإنما سلبهم بهذه الوسيلة. فوق ما يملكون.