٨ ـ تفويض الأرضين للزراع. وهذه أول خطوة لقانون التسوية.
٩ ـ إنشاء رصيف (مسناة) خارج البلد لتحويل المضخات إليها.
هذا. وسياسة الدولة مصروفة إلى أن لا تبقي الوالي إلا بضعة أشهر بحيث لا ينسى مشاق السفر ، ولا يتمكن من معرفة الأهلين واحتياجاتهم ، ودرس أخلاق الشعب العامة وميوله. فتحوله عند ما يتبصر بالأمور ، ويحاول المباشرة بالعمل ، وكانت الإدارة المستمرة على هذه الحالة أن يهدم الوالي الجديد ما بناه سلفه ، ويتحرك بعكس نهجه. وشأنها في الولاة لا يختلف عن أمر القضاة إلا أن هؤلاء أطول مدة.
أودع الوالي أعمال الولاية بالوكالة إلى الفريق الأول محمد فاضل باشا الداغستاني نهار السبت ٢٣ ربيع الآخر سنة ١٣٢٧ ه ، وكان هذا الفريق أمير لواء الخيالة إلى سنة ١٣٢٠ رومية ثم نال منصب فريق وأرسل قائدا إلى (لاهيجان وبسوه) وبقي ثلاث سنوات ومكافأة لخدماته نصب وكيلا عن المشير في قيادة جيش العراق. ثم إن الوالي السابق توجه في ذلك اليوم إلى كربلاء للزيارة وعاد يوم الاثنين في ٢٥ منه ، وسافر إلى استنبول يوم الخميس ٢٩ ربيع الآخر وذهب معه مكتوبي الولاية إبراهيم فهيم بك ، والأستاذ حمدي بك بابان ، ومراد بك آل سليمان فائق صاحب امتياز جريدة بغداد (١). وهو أخو فخامة الأستاذ حكمت سليمان.
ومن هنا نعلم أن الولاة كانوا يتحركون بمشيئة المركز ، ولا تهمهم المعرفة والتعرف بالأهلين ، ولم يقم هذا الوالي بعمل يذكر ، أو فائدة تعود للقطر ، وكان يدوّن مذكرات عما في الجرائد ، ويتعقب ما فيها ويحقق صحة ذلك ، ويسترشد بما هو الصواب. ولكن مع الأسف لم
__________________
(١) الزوراء عدد ٢٢١٠ والرقيب عدد ١٨.