حوادث سنة ١٣٣٢ ه ـ ١٩١٣ م
افتتاح سدة الهندية :
في عام ١٣٢٦ رومية ـ ١٣٢٨ ه انتدبت الحكومة المهندس الشهير السير ويليام ويلكوكس الذي أحيا الأراضي المصرية ، فقدم تقريره بما يجب من إصلاح لإرواء أراضي الديوانية والحلة التي نالها ما نالها من خراب نظرا لتغيّر مجرى الفرات. وكذا تناول تقريره الخطة العراقية ونقل إلى العربية وطبع مع خرائطه سنة ١٩٢٧ م. وبنتيجة المزايدة أودع إلى شركة (جاكسون) للقيام به ، وباشرت العمل على الترتيب المقرر. ولما تم العمل أجري رسم الافتتاح نهار الجمعة (١٢ المحرم سنة ١٣٣٢ ه) حضور وكيل الوالي الفريق الأول محمد فاضل باشا والأعيان والأمراء ، فحضروا موقع العمليات وشهدوا المباني والمشروع ، ومن ثم فتحوا بعض الأبواب ، فجرى الماء في شط الحلة. وفي هذه الأثناء ألقى وكيل الوالي خطابا باللغة التركية ، وترجمته كما يلي :
«أيها الحضار الكرام :
كل منا يعلم ولا يمتري في أن أهم أقسام الخطة العراقية إنباتا وأكثرها عمرانا وأوفرها جدة وأعظمها خصبا هو لواء الديوانية والسبب الوحيد لما آلت إليه هذه القطعة الجسيمة من الخراب والانتكاس والعلة المنفردة فيما صارت إليه هذه البقعة الكريمة إلى الدمار والاندراس هو فعل الفرات بتبديل مجراه لأنه هو الضمين لذلك العمران والكفيل بحياة أولئك السكان.
ولما وقفت الحكومة السنية على حقيقة الحال أخذت بالأهبة والاهتمام على ما كان لديها من العوائل وما انتابها من المهام والمشاغل بإعادة ماء الفرات إلى مجراه القديم وإحياء ما مات من أراضي اللواء الجسيم وحفظ نفوسه من التوزع والتشتت فتفضلت وتعطفت بهذه