وكان هذا الوالي قد ولي منصب ولاية بغداد ومفتشية الفيلق الرابع ، وهو من الأركان الحربية برتبة أمير لواء ، وكتب سنة ١٣٣٤ رومية كتابا عن أوضاع الحرب العامة والتدابير المتخذة في بغداد سمّاه (عراق سفري) أي (حرب العراق) ، وجه على دولته من الذم ما شاء أن يوجه ، ويعد كتابه وثيقة من وثائق الحرب في العراق طبع في السنة المذكورة بمطبعة (مدافعة) في استنبول.
وفي مذكراته هذه يبرر موقفه وينحو باللائمة على الإدارة الاتحادية وسوء تصرفاتها في الجيش والإدارة وما ماثل من صنوف السياسة ، ونعت إدارتهم بالظلم ، وأن المشروطية كانت زائفة ، وأن سقوط البصرة بل والعراق كان من سوء هذه الإدارة والسياسة الخرقاء والحرب التي لا مبرر لإثارتها ..
وفي كتابه هذا عين اضطراب الإنكليز لتدخل الألمان في أمور الدولة العثمانية ، ومدهم السكة الحديدية نحو البصرة ، ورأوا أن قد تهدد كيانهم فقاموا بأعمال ضد الدولة العثمانية لما فعلته من الميل إلى الألمان. كما أن إعلان الجهاد للعالم الإسلامي صار يهدّد مركز الإنكليز في عبادان ، وكذا السفن الحربية كوبن وبرسلاو والتجائهما إلى الدولة العثمانية واشترائهما ، وتعدّي الألمان في المناورة على السفن الروسية. كل هذه أسباب النضال الإنكليزي ، والتقدم في الأنحاء العراقية حربا تبعيدا للألمان عن العراق.
والدولة العثمانية لم تتخذ أي تدبير من شأنه الوقوف في وجه العدو ، وإنما أهملت شأنه بما بينه من قوى الطرفين ، فحاول تبرير موقفه ، وترقيع خساراته في البصرة وما جاورها. والصحيح أن من أهمها سحب الجيوش العراقية إلى جبهة روسية وتعيين أوضاع الإنكليز في تأمين منافعهم في العراق وما جاوره ، واتخاذ سد منيع لمحافظة الهند من