وفي ٧ مايس سنة ١٩١٨ م انسحب الجيش من كركوك إلى (التون كوپري) ودخلوها.
ثم انسحب الإنكليز عن كركوك فشغلها الترك في ٢٧ مايس سنة ١٩١٨ م. وفي هذه الحالة كان الجيش العثماني مقطوع الأمل إلا أنه جاءته قوة فزاد أمله وقوي رجاؤه وذلك في تموز سنة ١٩١٨ م ، فتولى خليل باشا قيادة الفيالق الشرقية. وهذا جعل القائد علي إحسان باشا وكيله وصار قائد (القول اردو ١٣).
وإن علي إحسان باشا ورد الموصل في ١١ أيلول سنة ١٩١٨ م. وتولى أمر القيادة فيها.
ثم هاجمه الإنكليز فلم يقدر أن يصمد في وجههم وكان هجومهم قويا. فاستولوا على كركوك للمرة الثانية في ٢٨ تشرين الأول سنة ١٩١٨ م وانسحب العثمانيون إلى (التون كوپري).
أما الإنكليز فإنهم لم يدعوا الجيش مستقرا في (الفتحة) ، فقد زادوا في قوتهم وضاعفوها. تقدموا فاضطر العثمانيون أن يتركوا مواقعهم ومضوا إلى مصب الزاب. ولم يمهلهم الإنكليز فهاجموه بقوة فائقة ، فلم ير بدا من الانسحاب إلى الشرقاط في ٢٥ تشرين الأول سنة ١٩١٨ م تقدم فيلق الإنكليز بخيالته وسياراته المدرعة فمضى إلى (وادي جرناف) فحاول قطع خط رجعة الجيش العثماني.
وكان الاشتباك بقوات العثمانيين مستمرا إلى ٢٨ منه وفي صباح هذا اليوم قطع خط رجعته وبعد أن حوصر الجيش جاءه الإمداد وحدات متعاقبة إلى جنود القيادة فأصابهم عين ما أصاب أولئك.
وهذه الحالة بعثرت الجيش وجعلته غير قادر على الدفاع فكانت واقعته فادحة وخساراته عظيمة ، فلم يبق ما يصح الاستناد إليه.