خاتمة
الأحوال السياسية والحربية وتواليها مما يبصر بكثرة التحولات وسرعتها ، وانكشاف الرأي العام ، والانتباه إلى ما لم يكن معروف القدماء إلا أن الحرب العامة وما جرت من مزعجات قد أضرت بنا فلم تنته إلا بعد أن جرفتنا ولازمتنا مدة طويلة فكأن الناس قطعوا العصور ورأوا مناظر لم تحصل في غير هذا الوقت وفيها تغير عظيم في الشؤون الاجتماعية والأدبية ، والعلمية ، وفي النفوس والعقليات. ولم ينكشف الأمر بجلاء إلا بعد هذا العهد.
ذلك ما دعا أن يظهر بيننا أكابر الشعراء ، فبدلوا أفكارهم ، وصاروا يزاولون ما يجاري العصر من مطالب جديدة ، فانصرفوا في الأغلب عن المدح والهجاء المألوفين إلى الأمر الأهم مما يعود للأمة بما يعتقدون أنه الخير ، وهكذا أدباؤنا الكتّاب تركوا السجع وانصرفوا إلى السلاسة في البيان والتعبير وهكذا مضى سائر متعلمينا ، وفي التاريخ العلمي والأدبي ما يبصر بمثل هذه. فقد ولّدت انتباها عاما.
وبهذا قد تم المجلد الثامن وبه تم تاريخ العراق بين الحتلالين في مجلداته الثمانية.
هذا. وأشكر الأفاضل الذين آزروني بما قاموا به من عمل مهما كان نوعه ومقداره وأخص بالشكر منهم الأستاذ محمود الملاح والدكتور