مآربهم. ولا يجدون سبيلا للطعن في الولاة. شرعوا يرجفون بأن مهر (ختم) الولاة في يد قاسم باشا ، وأن المحاكم تحت أمره مع أن صدق الباشا في خدمة الدولة والوطن أشهر من أن يذكر. فمن ذلك أنه أنشأ مكتبا وطنيا وجلب له المعلمين البارعين في العربية والتركية والفارسية وغيرها من لغات الأجانب. واستجلب جملة قوانين ووزعها ليتصل علم ذلك بإخواننا الأرقاء في أيدي المنتفق. فلهذا صاروا يسعون في دفع الباشا المشار إليه. وإبعاده عن وطنه ، وأول من سعى في ذلك ناصر باشا لما كان والي البصرة إلا أنه لم يوفق بسبب العدل الحميدي ، وبناء على براءة الباشا من الأباطيل التي نسبوها إليه وإشعارا بأنه لم يكن له مع المنتفق أدنى سوء قصد سوى صداقته لدولته وحبّه لوطنه وإنكاره عليهم سوء تصرفاتهم من ظلم الأهالي والتعدي عليهم. اقتضى ذلك أن قدمنا هذا العرض مسترحمين من العدل الحميدي إرجاعه إلى وطننا معززا مكرما كما هو اللائق بشأن أمثاله» (١) ا ه.
وفيها تواقيع كثيرة جدا ، منها للحاج محمود ، وللشيخ أحمد باش أعيان ، والحاج طه الياسين وغيرهم. ولا شك أنها من إملاء قاسم باشا.
وهذا ملخص ما قاله الأستاذ الشاوي في تاريخه : إن منصور باشا السعدون بعد عودته من استنبول أمر أن لا يخرج من بغداد ، وعيّن عضوا لمجلس الإدارة. بقي ثلاث سنوات. وكان الرئيس على عشائر المنتفق بندر السعدون ، فعزم منصور باشا أن يفرّ إلى المنتفق وينازع الشيخ بندر ، فذهب من طريق سلمان باك ـ الكوت ، فمضى إلى الحي ، وجلب ابن أخيه فالح باشا إليه وكان متصرفا في المنتفق من جانب الحكومة وأعلنوا قيامهم بعشائرهم. فأرسل الوالي ومشير الفيلق السادس
__________________
(١) الجوائب عدد ١٠٢٥ في ١٥ ذي القعدة سنة ١٢٩٧ ه.