أمّا لو وثّق فالزم توثيقه ... وسنذكر عبارة الذهبي كاملةً ...
فهذا حال علي بن المنذر الكوفي ...
يقول « الدكتور » حيث لم يجد مجالاً للطعن في الرجل : « وقال ابن ماجة : سمعته يقول : حججت ثمانياً وخمسين حجة أكثرها راجلاً. وما سمعه منه ابن ماجة يجعلنا نتردّد كثيراً في الاحتجاج بقوله ، فكيف يقطع آلاف الأميال للحج ثمانياً وخمسين مرة أكثرها راجلاً ؟ ».
بالله عليك !! يأتي الرجل بعد مئات السّنين فيشكّك في عدالة رجل ، ويتردد في الاحتجاج بقوله لشيءٍ سمعه منه ابن ماجة ولم يتردّد ـ ابن ماجة ـ في الاحتجاج بقوله ! كأنّ هذا الرجل يرى نفسه أفهم وأتقى من ابن ماجة وأبي حاتم الرازي والنّسائي والترمذي و و ...!! إنْ كان كذلك فأهلاً وسهلاً !!
إنّ هذا الأمر لا يوجب التردّد في العدالة والاحتجاج به ، والاّ لم يوثّقه القوم ولم ينصوا على أنّه صدوق ...
والواقع : ان الذي قد وفّق له علي بن المنذر ـ وانْ كان لا يتيسّر لكلّ أحدٍ ـ قد حصل لكثيرٍ من الناس ، على ما يذكر في تراجمهم (١) بل لقد ذكر القوم بتراجم مشايخهم من هذا الباب ما يستغربه أولو الألباب ، ولننقل من ذلك : حكايتين ، والعهدة على الراوي :
ذكر الحافظ ابن الجوزي (٢) عن موسى بن هارون قال : « رأيت الحسن بن الخليل مرةً بعرفات وكلّمته ، ثم رأيته يطوف بالبيت ، فقلت : ادع الله لي أن يقبل
__________________
(١) بل ذكر صاحب ( الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل ) بترجمة : « صالح بن يوسف أبي شعيب المقنع الواسطي الأصل » : أنّه « يقال : انه حج تسعين حجة راجلاً ، في كلّ حجة يحرم من صخرة بيت المقدس » انظر ج ١ ص ٢٩٦.
(٢) وهو صاحب ( العلل المتناهية ) الذي أورد فيه حديث الثقلين بأحد أسانيده ، وحذّر العلماء من الاغترار بذلك ، الاّ أنّ « الدكتور » ...!