حجي. فبكى ودعا لي. ثم أتيت مصر فقلت : إن الحسن كان معنا بمكة ، فقالوا : ما حجّ العام ، وقد كان يبلغني أنه يمرّ إلى مكة في كلّ ليلة فما كنت أصدّق ، حتى رأيته فعاتبني وقال : شهرتني ، ما كنت أحبّ أنْ تحدّث بها عني ، فلا تعد بحقّي عليك » (١).
وقال ابن العماد : « ذكر السخاوي في طبقاته : انّ الشيخ معالي سأل الشيخ سلطان بن محمد البعلبكي المتوفى سنة ٦٤١ فقال : يا سيدي كم مرّة رحت إلى مكة في ليلة ؟ قال : ثلاث عشرة مرة. قلت : قال الشيخ عبد الله اليونيني : لو أراد أنْ لا يصلّي فريضةً إلاّ في مكة لفعل » (٢).
سماع الأعمش من حبيب بن أبي ثابت حديث الثقلين :
وثمة تشكيك آخر لا أساس له من « الدكتور ».
يقول : « والأعمش وحبيب من الثقات ، وثبت سماع الأعمش من حبيب ، وسماع حبيب من زيد بن أرقم ، إلا أنّ في هذه الرّواية لم يثبت السّماع ».
أقول :
في هذه العبارة أمور :
١ ـ الاعتراف بوثاقة الأعمش وحبيب بن أبي ثابت. وحينئذٍ لا يضر كونهما مدلّسين ، إذ لو كان تدليسهما مضراً بالوثاقة لما وثّقهما.
٢ ـ الاعتراف بسماع الأعمش من حبيب ، وسماع حبيب من زيد.
٣ ـ دعوى أنه في هذه الرواية لم يثبت السّماع !! فما الدليل ؟
__________________
(١) صفة الصفوة ٤ / ٢٩٣.
(٢) شذرات الذهب ٥ / ٢١١.