هذا ، والسّبب في الطعن في الحاكم وكتابه والاقتصار على ما جاء في لسان الميزان ـ مع التحريف لكلام ابن حجر ـ هو إسقاط حديث الثقلين المخرّج في المستدرك عن الاحتجاج كما لا يخفى.
٣ ـ لكن الاحتجاج برواية الحاكم صحيح ، لأنّهم قدّموا كتاب ( المستدرك ) حتى على مثل ( الموطّأ ) كما عرفت سابقاً ، وأثنوا على الحاكم نفسه من حيث الصدق والمعرفة بالحديث بما لا مزيد عليه :
قال ابن خلكان : « إمام أهل الحديث في عصره ، والمؤلّف فيه الكتب التي لم يسبق إلى مثلها. كان عالماً عارفاً واسع العلم » (١).
وقال الذهبي : « الحاكم الحافظ الكبير إمام المحدثين ... » (٢).
وقال : « برع في معرفة الحديث وفنونه ، وصنّف التصانيف الكثيرة ، وانتهت إليه رئاسة الفن بخراسان ، لا بل في الدنيا ، وكان فيه تشيع وحط على معاوية ، وهو ثقة حجة » (٣).
وقال السّيوطي : « الحاكم الحافظ الكبير إمام المحدثين. وكان إمام عصره في الحديث ، العارف به حق معرفته ، صالحاً ثقة ، يميل الى التشيع » ثم ذكر الثناء عليه عن غير واحد (٤).
وقال ابن قاضي شهبة : « قال الخطيب البغدادي : كان ثقة ، وكان يميل الى التشيع. قال الذهبي : هو معظّم للشيخين بيقين ولذي النورين ، وإنما تكلّم في معاوية فأوذي » (٥).
__________________
(١) وفيات الأعيان ٣ /.
(٢) تذكرة الحفاظ ٣ / ١٠٣٩.
(٣) العبر في خبر من غبر ٢ / ٢١٠.
(٤) طبقات الحفّاظ : ٤١٠.
(٥) طبقات الشافعية ١ / ١٩٨.