من طعن في الكتابين ، وفي شروحهما الطعن في كثير من أحاديثهما (١).
والكتّاب المعاصرون ... تناقضوا ... فمنهم من خالف المشهور بين السّلف ، وقد ذكرنا بعضهم ، ومنهم الذين أقاموا الضجّة الكبرى على كتاب ( أضواء على السنّة المحمدية ) للشيخ محمود ابي ريّة ، وثاروا عليه ، حتى ألّفوا في ذلك كتباً ، وما ذلك إلاّ لأنه جاء بحقائق عن الصحابة والكتب المعروفة بالصّحاح ، حقائق طالما حاول السابقون ـ وأتباعهم اللاحقون عن أعين الناس ...
* * *
و « الدكتور السالوس » لم نقف بعدُ على آرائه في القضايا المذكورة وغيرها ، ولا ندري ما إذا كان أهلاً لأن يكون له رأي (٢) ... أما في كتابه في ( حديث الثقلين ) وهو في ( ٤٠ ) صفحة فلم يحدّد موقفه ـ عن اجتهادٍ أو تقليد ـ من شيء من ذلك ... وعلى كلّ حالٍ فقد وجدنا كتابه الصغير يشتمل على تناقضٍ كثير ، ولا يقوم بحثه على أصولٍ ثابتةٍ من العلم الكامل ، والمنطق السليم ، والأسلوب المهذّب.
إنّ الذين عبّر عنهم في كتابه ب « بعض المسلمين » وهم الشيعة الاثنا عشرية ، إنما يحتجّون بروايات الذين يسمّون أنفسهم ب « أهل السّنة » تلك الروايات المخرّجة في كتبهم في شتى العلوم ، والمرويّة بأسانيدهم عن الصّحابة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ... إنما يحتجّون بها من باب الإلزام ، لكونها رواياتهم وفي كتبهم ، كما يحتج المسلم على النصراني بما في الانجيل لكونه الكتاب الذي يؤمن به ، مع أنه في نفسه غير مؤمن بما يحتجُّ به.
وهكذا فعلوا في خصوص حديث الثقلين ... في بحوثهم مع أهل السنّة ...
__________________
(١) قد ذكرنا في الكتاب بعض الموارد من ذلك.
(٢) قد بلغنا أنّ هناك كتباً مطبوعة باسم « الدكتور » ولا ندري هل هي له أو مطبوعة باسمه أو قد عاونه فيها غيره كما قد صرّح بهذا هو في خصوص كتابه في حديث الثقلين. ولا تستغربنّ هذا الذي قلناه فإنّ من اليقين أن ما نشر باسم الرجل الباكستاني ـ حشرة الله مع أوليائه ـ لم يكن من تأليفه وكم له من نظير !