« وفيه : زيد بن الحسن الأنماطي. وثّقة ابن حبّان. وبقيّة رجال أحد الاسنادين ثقات ».
الثالثة : روى زيد بن الحسن حديث الثقلين عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال : لمّا صدر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجراتٍ بالبطحاء متقاربات أنْ ينزلوا تحتهنَّ ، ثم بعث إليهنَّ فقمَّ ما تحتهنَّ من الشوك ، وعمد إليهنَّ فصلى تحتهنَّ ثم قال فقال :
أيها الناس ، إني قد نبّأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله ، وإني لأظنّ أني موشك أنْ أدعى فأجيب ، وإني مسؤول وإنّكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون ؟
قالوا : نشهد أنك قد بلَّغت وجهدت ونصحت ، فجزاك الله خيراً.
فقال : أليس تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن جنّته حق وناره حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأنّ الله يبعث من في القبور ؟
قالوا : بلى نشهد بذلك.
قال : اللهم اشهد. ثم قال :
أيها الناس ، إنّ الله مولاي وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه ـ يعني علياً رضياللهعنه ـ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
ثم قال : يا أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض ، حوض أعرض ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب الله عزّوجل ، سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلّوا ولا تبدّلوا.