فيه. وإنْ وثقه أحد فلا تبن على تجريح أبي حاتم ، فإنه متعنّت في الرجال ، قد قال في طائفةٍ من رجال الصحاح : ليس بحجة ، ليس بقوي ، أو نحو ذلك » (١).
وقال الذهبي بترجمة أبي زرعة الرازي : « يعجبني كثيراً كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل ، يبين عليه الورع والخبرة. بخلاف رفيقه أبي حاتم فإنه جرّاح » (٢).
وبعد :
فقد تحقق أنّ حديث الثقلين من الأحاديث الثابت صدورها عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وقد نصَّ على صحته وثقة رواته كبار الأئمة والحفّاظ المعتمدين عند القوم.
ولهذا تراهم ينبّهون على وهم الحافظ ابن الجوزي بذكره الحديث في كتابه ( العلل المتناهية ) قال ابن حجر المكي : « وذكر ابن الجوزي لذلك في ( العلل المتناهية ) وهم أو غفلة عن استحضار بقيّة طرقه ، بل في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنّه صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قال ذلك يوم غدير خم » ! (٣).
وأيضاً : يحذّرون من أن يغتر أحد بصنيعه فيقول الحافظ السّمهودي : « ومن العجيب ذكر ابن الجوزي له في ( العلل المتناهية ) ! فإيّاك أنْ تغترَّ به ، وكأنّه لم يستحضره حينئذٍ » ! (٤).
ومن هنا يظهر : أنّ ما فعله ابن الجوزي لا قيمة له ولا يعبأ به ، وأن مقتضى
__________________
(١) سير أعلام النبلاء « ترجمة أبي حاتم » ١٣ / ٢٤٧.
(٢) سير أعلام النبلاء « ترجمة أبي زرعه » ١٣ / ٦٥.
(٣) الصواعق المحرقة : ٩٠.
(٤) جواهر العقدين ـ مخطوط ـ وعندنا منه نسخة مصورة.