حسن الظنّ به أنْ يقال : لم يستحضره !
وقد يقوى حمله على الصّحة بما إذا علمنا أنّه نفسه يروي هذا الحديث الشّريف في كتابه في الروايات ( المسلسلات ) (١) حيث جاء فيه :
« الحديث الخامس : أنا محمد بن ناصر قال : أنا محمد بن علي بن ميمون ، قال : أنا أبو عبد الله محمد بن علي العلوي قال : ثنا القاضي محمد بن عبد الله الجعفي قال : ثنا الحسين بن محمد القراري قال : ثنا الحسن بن علي بن بزيع قال : ثنا يحيى بن حسن بن فرات قال : ثنا أبو عبد الرحمن المسعودي عن الحارث بن حصيرة عن صخر بن الحكم عن حبان بن الحارث الأزدي عن الربيع بن جميل الضبي عن مالك بن ضمرة :
عن أبي بكر : ان رسول الله قال : يرد عليَّ الحوض راية علي أمير المؤمنين وإمام الغر المحجلين ، وأقدم وآخذ بيده في بياض وجهه ووجوه أصحابه فأقول : ما خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون : تبعنا الأكبر وصدّقناه ، ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه. فأقول : ردوا رواءً. فيشربون شربةً لا يضمأون بعدها أبداً ، وجه إمامهم كالشمس الطالعة ، ووجوههم كالقمر ليلة البدر أو كأضوأ نجمٍ في السماء ».
هذا ، وسنتعرّض عن قريب لبعض كلمات العلماء الصرّيحة في عدم الاعتداد بآراء ابن الجوزي في الأحاديث والرجال ...
والواقع :
إنّ ابن الجوزي ذكر حديث الثقلين بسندٍ له عن عطيّة عن أبي سعيد في كتابه الذي ألّفه في الأحاديث الضعيفة بزعمه وأسماه ب ( العلل المتناهية في الأحاديث
__________________
(١) نسخة دار الكتب الظاهرية ، وهي نسخة قديمة رقم : ٣٧ ق ٦ ـ ٢٧. أنظر فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية ( فهرس حديث ص ٤٠ ) وهذا الحديث في الورقة ٨ أ ـ ب.