الواهية ) ... فقال : « هذا حديث لا يصح » ثم جعل يطعن في السّند (١).
فمعنى قوله : « لا يصح » أي : « ضعيف » وليس معناه كونه « موضوعاً » عنده ... إذ لو كان يراه موضوعاً لذكره في كتابه الآخر الذي اسماه ب ( الموضوعات ) (٢).
فابن الجوزي قد ضعّف حديث الثقلين ، لكن على أساس الطريق الذي ذكره ، ولذا احتمل القوم كونه لم يستحضر بقيّة طرقه ...!!
لكنّ « الدكتور » اغترّ بابن الجوزي ، ونسب إليه أنّه « اعتبر هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة » ولا يخفى ما في هذا التعبير! إنّه يوهم ذكر ابن الجوزي هذا الحديث في الأحاديث الموضوعة التي أدرجها في كتابه ( الموضوعات ) وقد عرفت واقع الحال !
إلاّ أنّه يضطرب في كلامه ويتلعثم ... فيقول بعد ذلك مباشرةً :
« وإنْ كانت الروايات في جملتها كما يبدو لا تجعل الحديث ينزل إلى درجة الموضوع ».
ثم يعود فيقول :
إننا قد نوافق على عدم جعل الحديث من الموضوعات. ومع هذا فابن الجوزي قد يكون له ما يؤيّد رأيه ! ».
أنظر إلى هذا الرجل ! كيف يتلّون ويضطرب !
يحذّر العلماء من الاغترار بذكر ابن الجوزي حديث الثقلين في ( العلل المتناهية ) ويحملون عمله على الصحّة ب « لعلّ » و « وكأنّ » ابن الجوزي لم يستحضر
__________________
(١) العلل المتناهية ١ / ٢٦٨.
(٢) طبع هذا الكتاب في ثلاثة أجزاء.