ومنه الحديث : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي » (١).
أو مثنى « ثِقل » بكسر الثاء وسكون القاف ، كما قال جماعة آخرون من أهل الحديث واللغة ، قال في لسان العرب : « التهذيب (٢) : وروي عن النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم أنه قال في آخر عمره : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي. فجعلهما كتاب الله عزّوجل وعترته. وقد تقدم ذكر العترة. وقال ثعلب (٣) : سمّيا ثقلين لأن الأخذ بهما ثقيل والعمل بهما ثقيل. قال : وأصل الثقل أن العرب تقول لكلّ شيء نفيس خطير مصون : ثقل. فسمّاهما ثقلين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما ... » (٤).
وقال الحافظ الزرندي المدني : « سمّاهما ثقلين ، لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما والمحافظة على رعايتهما ثقيل ... » (٥).
وقال ابن الأثير : « فيه (٦) : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي. سمّاهما ثقلين لأنّ الأخذ بهما والعمل بهما ثقيل. ويقال لكلّ شيء خطير نفيس : ثقل. فسمّاهما ثقلين إعظاماً لقدرهما وتفخيماً لشأنهما » (٧).
وقال النووي : « قوله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم : وأنا تارك فيكم ثقلين. فذكر كتاب الله وأهل بيته. قال العلماء : سمّيا ثقلين لعضمهما وكبير شأنهما. وقيل : لثقل العمل بهما » (٨).
__________________
(١) القاموس المحيط : ثقل.
(٢) تهذيب اللغة للامام أبي منصور الأزهري المتوفى سنة : ٣٧٠.
(٣) أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب المتوفى سنة ٢٩١.
(٤) لسان العرب : ثقل.
(٥) نظم درر السمطين ٢٣١ ـ ٢٣٢.
(٦) أي : في الحديث.
(٧) النهاية في غريب الحديث « ثقل ».
(٨) المنهاج في شرح صحيح مسلم ١٥ / ١٨٠.