والعترة الطاهرة في كلّ زمانٍ وجدوا فيه إلى قيام الساعة ، حتى يتوجّه الحث المذكور إلى التمسّك به ، كما أن الكتاب العزيز كذلك ـ ولهذا كانوا ـ كما سيأتي ـ أماناً لأهل الأرض فاذا ذهبوا ذهب أهل الأرض » (١).
وكذا قال المنّاوي بشرح الجامع الصغير ٣ / ١٥.
والزرقاني المالكي بشرح المواهب اللدنية ٧ / ٨.
ونقلا كلام الشريف السمهودي الحافظ المذكور ...
واذ قد عرفت « فقه حديث الثقلين » على ضوء كلمات علماء أهل السنّة المحققين ، بعد الوقوف على كثيرٍ من أسانيده وألفاظه ... تتمكّن بكلّ سهولةٍ أن تعرف الذين جعلهم الله ورسوله قائمين مقام الرّسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من بعده ، في إدارة شئون المسلمين وتدبير أمورهم ، وتعليمهم الكتاب والحكمة ، وتزكيتهم وإرشادهم ... الى غير ذلك من وظائف النبوّة ...
وإنّ القيام بذلك لا يليق الاّ لمن كان طاهراً مطهّراً من جميع أنواع الرّجس ، وقد عرفت أنّ المراد من « عترتي أهل بيتي » هم : « أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرّجس وطهّرهم تطهيراً ».
وإلاّ لمن كان أعلم الناس بالكتاب وأعرفهم بحقائق الدين ... ولا ريب في أن « أهل بيته » كذلك ، ومن هنا فقد ورد التصريح بذلك في بعض ألفاظ حديث الثقلين ، كاللفظ المتقدّم نقله عن الحافظ الطّبراني في ( المعجم الكبير ) المشتمل على قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « فلا تقدّموهما فتهلكوا ، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم » (٢).
__________________
(١) جواهر العقدين. مخطوط. وعندنا منه نسخة مصوّرة.
(٢) أنظر الحديث في الكتاب.