وقال الشريف الحافظ السمهودي : « الذين وقع الحثّ على التمسّك بهم من أهل البيت النبوي والعترة الطاهرة هم العلماء بكتاب الله عزّوجل ، إذ لا يحث صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم على التمسّك بغيرهم ، وهم الذين لا يقع بينهم وبين الكتاب افتراق حتى يردا الحوض ، ولهذا قال : لا تقدّموهما فتهلكوا ، ولا تقصّروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم » (١).
وقال الشيخ القاري في شرح المشكاة : « وأقول : الأظهر هو أنّ أهل البيت غالباً يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله ، فالمراد بهم أهل العلم منهم ، المطلّعون على سيرته ، الواقفون على طريقته ، العارفون بحكمه وحكمته ، وبهذا يصلح أن يكونوا عدلاً لكتاب الله سبحانه ، كما قال : ( ويعلّمهم الكتاب والحكمة ) (٢).
ولقد نصَّ نظام الدين النيسابوري في ( تفسيره ) على ضوء حديث الثقلين على كون « عترته » صلىاللهعليهوآلهوسلم « ورثته ، يقومون مقامه » وهذه عبارته بتفسير قوله تعالى : ( وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله ) قال :
« وكيف تكفرون ، استفهام بطريق الإنكار والتعجّب. والمعنى : من أين يتطرّق إليكم الكفر والحال أن آيات الله تتلى عليكم على لسان الرسول صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم غضّةً في كلّ واقعة ، وبين أظهركم رسول الله يبيّن لكم كلّ شبهة ويزيح عنكم كلّ علّة ...
أما الكتاب فإنه باق على وجه الدهر.
وأمّا النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم فإنه وانْ كان مضى إلى رحمة الله في الظاهر ، ولكنّ نور سرّه باقٍ بين المؤمنين ، فكأنه باق ، على أنّ عترته صلّى الله عليه
__________________
(١) جواهر العقدين ـ مخطوط.
(٢) المرقاة في شرح المشكاة ٥ / ٦٠٠.