مقدمة فيها أُمور
إنه إذا كان الغرض منْ البحث هو الوصول إلى الحقيقة والكشف عن الواقع ، فلا بدّ فيه من الابتعاد عن العصبيّة والهوى ، ورعاية الأدب ، وحفظ الأمانة لدى النقل ، ثم الإحتجاج على الخصم وإلزامه بما يراه حجة. لا سيّما في زماننا ، فإنه عصر التحقيق عن طريق المنطق والاستدلال الصحيح ، فلا يصغى في هذا العصر إلى التهريج كما لا يروج فيه التدليس والتحريف.
لقد ولّت عصور التقليد الأعمى والتعصّب للهوى ، تفتّحت العقول وتيقّظت الأفكار ، الحقيقة ضالّتها المنشودة ، والعلماء متوافرون ، والكتب موجودة.
وسيرى القارئ الكريم إلتزامنا في هذا الكتاب بقواعد البحث وآدابه ، وأصول الاستدلال وأُسسه المنطقيّة ، فلم نتمسّك إلاّ بكتب أهل السنة ، ولم نستدل إلاّ بكلمات علماء تلك الطائفة ، من غير تصرّف في شيء أو تحريف ، مع ذكر القائل واسم كتابه بتعيين رقم الصفحة والجزء إنْ كانت طبعته في أكثر من جزء.
إنّ حديث الثقلين من الأحاديث المتفق عليها بين المسلمين ، فالشيعة ترويه بأسانيدها وطرقها المعتبرة عن غير واحدٍ من أئمة أهل البيت عليهمالسلام وصحابة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو عندها حديث متواتر مقطوع