الأشياء ، قال السّبكي في ( طبقات الشافعيّة ) :
« وممّا ينبغي أن يتفقّد عند الجرح حال العقائد واختلافها بالنّسبة إلى الجارح والمجروح ، فربما خالف الجارح المجروح في العقيدة فجرحه بذلك.
وإليه أشار الرافعي بقوله : وينبغي أنْ يكون المزكّون برآء من الشحناء والعصبّية في المذهب ، خوفاً من أن يحملهم ذلك على جرح عدل أو تزكية فاسق ، وقد وقع هذا لكثير من الأئمة ، جرحوا بناءً على معتقدهم وهم المخطَّئون والمجروح مصيب.
وقد أشار شيخ الإسلام سيد المتأخرين تقي الدين ابن دقيق العيد في كتابه الاقتراح إلى هذا وقال : أعراض المسلمين حفرة من حفر النار وقف على شفيرها طائفتان من الناس : المحدّثون والحكّام.
قلت : ومن أمثلته قول بعضهم في البخاري : تركه أبو زرعة وأبو حاتم من أجل مسألة اللفظ. فيالله والمسلمين ! أيجوز لأحدٍ أن يقول : البخاري متروك ، وهو حامل لواء الصناعة ومقدَّم أهل السنة والجماعة ! ... ».
وقال المنّاوي : « زين الأمة ، إفتخار الأئمة ، صاحب أصحّ الكتب بعد القرآن ، ساحب ذيل الفضل على ممرّ الزمان ، الذي قال فيه إمام الأئمة ابن خزيمة : ما تحت أديم السماء أعلم منه. وقال بعضهم : إنه آية من آيات الله يمشي على وجه الأرض. قال الذهبي : كان من أفراد العالم ، مع الدين والورع والمتانة. هذا كلامه في ( الكاشف ).
ومع ذلك غلب عليه الغرض من أهل السنة ، فقال في ( كتاب الضعفاء والمتروكين ) : ما سلم من الكلام لأجل مسألة ، تركه لأجلها الرازيّان. هذه عبارته ،