ووعظ فقال ما شاء الله أنْ يقول ، ثم قال : أيّها الناس إني تارك فيكم أمرين لنْ تضلّوا إنْ اتبعتموهما ، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ، ثم قال : أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ ـ ثلاث مرات ـ قالوا : نعم. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه » (١).
ومنها : ما أخرجه الحاكم عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم قال :
« أخبرني محمد بن علي الشيباني بالكوفة ، ثنا أحمد بن حازم الغفاري ، ثنا أبو نعيم ، ثنا كامل أبو العلاء ، قال : سمعت حبيب بن أبي ثابت يخبر عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم رضياللهعنه قال :
خرجنا مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، حتى انتهينا إلى غدير خم ، فأمر بدوح فكسح في يومٍ ما أتى علينا يوم كان أشدّ حراً منه ، فحمد الله وأثنى عليه وقال : يا أيّها الناس : إنّه لم يبعث نبي قط إلاّ ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله. وإنّي أوشك أنْ أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم ما لن تضلّوا بعده : كتاب الله عزّوجل. ثم قام فأخذ بيد علي رضياللهعنه فقال : يا أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم : قال : من كنت مولاه فعلي مولاه.
هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه ».
وقال الذهبي في تلخيصه : صحيح (٢).
ومنها : ما أخرجه الطبراني بإسناده عن زيد بن أرقم قال :
« نزل النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم يوم الجحفة ، ثم أقبل على الناس ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إني لا أجد لنبي إلاّ نصف عمر الذي قبله ، وإني أوشك أن ادعى فأجيب ، فما أنتم قائلون ؟ قالوا : نصحت. قال : أليس تشهدون أن
__________________
(١) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١١٠.
(٢) المستدرك على الصحيحين ٣ / ٥٣٣.