راجلاً (١).
وما سمعه منه ابن ماجة يجعلنا نتردّد كثيراً في الاحتجاج بقوله ، فكيف يقطع آلاف الأميال للحج ثمانياً وخمسين مرة أكثرها راجلاً ؟ ليس من المستبعد اذن أنْ يجمع راوٍ شيعي كهذا بين روايتين في مناقب أهل البيت تتفّقان في شيء وتختلفان في شيءٍ آخر ».
ونقول :
لقد تقدّم لفظ الترمذي حديث الثقلين في كتابه الذي يعدّ من ( الصّحاح الستة ) عند القوم ، وكما ذكرنا من قبل فإنّ مجرد إخراج الترمذي لهذا الحديث الشريف يكفي للاحتجاج به عليهم ، لا سيّما وأنّه أخرجه من طريقين عن اثنين من كبار الصحابة بعد أن أخرجه عن جابر بسندٍ آخر ، ونصّ على أنّ « في الباب عن : أبي ذر ، وأبي سعيد ، وزيد بن أرقم ، وحذيفة بن أسيد » ممّا يدلُّ على شدّة اعتنائه به وسعيه وراء اثباته.
والحاصل : إنّه قد أخرج الحديث بثلاثة طرق عن ثلاثة من الصحابة ، واكتفى بالنسبة إلى رواية غيرهم بالإشارة.
وقد أخرج الترمذي الرواية الثانية بطريقيها عن شيخه : علي بن المنذر الكوفي ... ولننظر إلى ترجمته في تهذيب التهذيب :
« ت س ق ( الترمذي والنسائي وابن ماجة ).
علي بن المنذر بن زيد الأودي ويقال : الأسدي. أبو الحسن الكوفي الطريقي.
__________________
(١) انظر ترجمته في تهذيب التهذيب.