عليه بنصب الضمير العائد عليه كما في المثال الأوّل (إن المال جمعته فانفقه في سبيل الخير) وهو الضمير (الهاء).
أمّا في المثال الثّاني فقد نصب اسما متّصلا بالضّمير العائد عليه كما في المثال : (الكريم أكرمت والديه) ، ونرى أن الفعل لو لم يشتغل بنصب الضّمير أو ما اتّصل بالضّمير ، لتسلّط على الاسم السّابق فنصبه ، ولو أنّك نظرت إلى بقيّة الأمثلة في المجموعتين لوجدت ذلك ظاهرا في جميعها ؛ وقد يسمى الاسم المتقدّم في الأمثلة الواردة وأشباهها (مشغولا عنه).
ـ بم سبق المشغول عنه؟
لو عدنا إلى الأمثلة لوجدنا أن المشغول عنه مسبوقا بـ (إن) الشرطيّة وهلّا الّتي للتحضيض أو بإحدى أدوات العرض (ألّا). وهذه الأمثلة لا تدخل على الأفعال ، فإذا جاء بعدها اسم كان مفعولا لفعل محذوف يفسّره الفعل المذكور في الجملة ، ولمّا كان الفعل المذكور (جمعته ، اشتريته ، تحققه) طالبا مفعولا به وجب أن يكون الفعل المحذوف طالبا مفعول به كذلك.
وعلى هذا يكون كل اسم من الأسماء (المال ، نجاحا ، الدّواء) واجب النّصب بفعل محذوف يفسّره الفعل المذكور ، فالمشغول عنه في هذه الأمثلة وأشباهها واجب النّصب لوقوعه بعد أداة تختص بالدّخول على الأفعال.
أمّا أمثلة الطّائفة الثّانية فإنّ المشغول عنه في المثال الأوّل (الطّفل) مسبوقا (بإذا) الفجائية وهي تختصّ بالدّخول على الأسماء ؛ وفي المثال الثّاني (ذو الفضل إن قابلته فاستقبله) متلوّا بأداة لا يعمل ما بعدها فيما قبلها. كأدوات الشّرط والاستفهام