طعن : الليث : طعنه بالرمح يَطْعُنُهُ طَعْناً.
وطَعَنَ بالقول السَيّء يَطْعَن طَعَنَاناً. واحتجّ بقوله :
وأبى الكاشحون يا هندُ إلا |
طَعَنَاناً وقول مالا يقال |
ففرّق بين المصدرين ، وغيره لم يفرّق بينهما. وأجاز لِلشاعر طعناناً في البيت ؛ لأنه أراد : أنهم طعَنُوا فيه بالعيب فأكثروا ، وتطاول ذلك منهم ، وفَعَلَان يجيء في مصادر ما يَتَطَاول ويتمادَى ويكون مناسباً للميل والجَور. قال الليث : والعَين مِن يَطْعُنُ مضمومة. قال : وبعضهم يقول : يَطْعُنُ بالرمح ويَطْعَنُ بالقول فيفرّق بينهما. ثم قال الليث : وكلاهما يَطْعُنُ. وقال أبو العباس قال الكسائي : لم أسمع أحداً من العرب يقول يَطْعَنُ بالرمح ولا في الحسب ، إنما سمعت يَطْعُنُ. قال : وقال الفرّاء : سمعتُ أنا يطعَنُ بالرمح. وقال الليث : الإنسان يَطْعُنُ في المغازة ونحوها إذا مضى فيها قلت : ويقال : طَعَنَ فلان في السِنّ إذا شخص فيها وطَعَنَ غُصْنٌ من أغصان الشجرة في دار فلان إذا مال فيها شاخصاً. وأنشدني المنذري عن أبي العباس لمُدْرِك بن حُصَين يعاتب قومه :
وكنتم كأُمٍّ لَبَّة طَعَنَ ابنها |
إليها فما دَرَّتْ عليه بسَاعِدِ |
قال : طَعَنَ ابنها إليها أي نهض إليها وشخص برأسه إلى ثَدْيها ، كما يَطْعُن الحائط في دار فلان إذا شخص فيها.
ويقال : طَعَنَت المرأةُ في الحَيْضة الثالثة أي دخلتْ.
وقال بعضهم : الطَّعْنُ : الدخول في الشيء.
ويقال طُعِنَ فلان فهو مطعون وطَعِين إذا أصابه الداء الذي يقال له : الطاعون.
ويقال : تَطَاعَن القوم في الحرب واطَّعَنُوا إذا طَعَنَ بعضهم بعضاً : والتفاعل والافتعال لا يكاد يكون إلا باشتراك الفاعلين فيه ؛ مثل التخاصم والاختصام ، والتعاور والاعتِوار. ورجلٌ طِعِّين : حاذق بالطِعَان في الحرب.
نطع : أبو عبيد عن الكسائي : هو النَّطْع والنَّطَعُ والنِّطْعُ والنِّطَعُ. وجمعه أنطاع. وقال الليث : النِّطَعُ : ما ظهر من الغار الأعلى ، وهي الجِلدة المُلْزَقة بعظم الخُلَيْقَاء فيها آثار كالتحْزيز ، والجميع النُّطوع. والتَّنَطُّع في الكلام : التعمُّق فيه ، مأخوذ منه قلت : وفي الحديث : «هلك المتنطِّعون» وهم المتعمّقون الغالُون. ويكون : الذين يتكلمون بأقصى حلوقهم تكبّراً ؛ كما قال صلىاللهعليهوسلم : «إنّ أبغضكم إليّ الثرثارون المتفيهِقون». وسأفسّره في موضعه.
وقال أبو سعيد : يقال وَطئنا نِطَاعَ بني فلان أي دخلنا أرضهم.
قال وجَنَاب القوم نِطاعهم. قلت : ونَطَاعِ بوزن قَطَامِ : ماءة في بلاد بني تميم قد وَرَدتُهَا يقال شَرِبَتْ إبلُنا من ماء نَطَاعِ ، وهي رَكيّة عَذْبة الماء غزيرته. ثعلب عن ابن الأعرابي قال : النُّطُعُ : المتشدّقون في