معنى : مُتِّع وتمتَّع. الحَرّانيّ عن ابن السكيت : قال أبو عمرو : أمتعت عن فلان أي استغنيت عنه. وقال الأصمعيّ في قول الراعي :
.. وكانا بالتفرق أمتعا
قال : ليس من أحد يفارق صاحبه إلا أمتعه بشيء يَذكره به. وكان ما أمتع به كلّ واحد من هذين صاحبه أن فارقه. وقول الله جلّ وعزّ : (فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلاقِكُمْ) [التّوبَة : ٦٩] قال الفَرّاء : استمتعوا يقول : رَضُوا بنصيبهم في الدنيا من أنصابهم في الآخرة ، وفعلتم أنتم كما فعلوا. ونحوَ ذلك قال الزجاج. وقال غيرهما : معناه : استمتعوا بنصيبهم من الآخرة في الدنيا.
وأنشد المازنيّ هذا البيت :
ومنّا غداةَ الروعْ فِتْيان نَجْدةٍ |
إذا امتَعَت بعد الأكفّ الأشاجع |
قال : زعم عُمَارة بن جرير أنهم يقولون : نَبيذ ماتع إذا كان أحمر ، وقوله : إذا امتَعَت أي إذا احمرت الأكفّ والأشاجع من الدم.
أبواب العين والظاء
(ع ظ ذ) ـ (ع ظ ث)
مهملان.
[باب العين والظاء مع الراء]
ع ظ ر
استعمل منه : عظر ، رعظ.
عظر : أبو عبيد عن أبي الجرّاح قال : إذا كَظَّ الرجلَ شُرْبُ الماء وثقُل في جَوفه فذلك الإعظار ، وقد أعظرني الشرابُ. أبو العباس عن ابن الأعرابي : العِظَار : الامتلاء من الشراب. وقال شمر : العَظَارِيّ : ذكور الجراد. وأنشد :
غداً كالعَمَلَّس في حُذْله |
رؤوس العَظَاري كالعُنْجُد |
والعملَّس : الذئب ، وحُذْله : حُجْزة إزاره ، والعُنْجُد : الزبيب. وقال ابن الأعرابي : العُظرُ جمع عَظُور ، وهو الممتلىء من أيّ الشراب كان. وقال أبو عمرو : العِظْير : القصير من الرجال. وقال الأصمعيّ : العِظْير : القويّ الغليظ ، وأنشد :
تُطَلِّح العظير ذا اللَوْتِ الضَبِث
وقال ابن دريد : العِظْير : الكَزَ الغليظ.
رعظ : أبو عبيد عن الأصمعي : الرُّعْظ : مَدْخَل النَصْل في السهم ، وجمعه أرعاظ. ومن أمثال العرب : إن فلاناً ليكسِر عليك أرعاظ النَبْل ، يضرب للرجل الذي يشتدّ غضبه. وقد فسّر على وجهين. أحدهما أنه أخذ سهماً وهو غضبان شديد الغضب فكان يَنْكُت بنصله الأرض وهو واجم نَكْتاً شديداً حتى انكسر رُعْظ السهم. والقول الثاني أنه مثل قولهم : إنه ليَحْرِق عليك الأُرَّم أي الأسنان ، أرادوا أنه كانَ يَصْرِف بأنيابه من شدَّة غضبه حتى عَنِتَت أسناخُها من شدَّة الصَرِيف ، شبّه مداخل الأنياب ومنابتها مداخل النِصال من النبال. وقال أبو خَيرة : سهم مرعوظ ، وصفه بالضعف وقال الليث : الرُّعْظ : الذي يُدخل فيه سِنْخ النصل. وأنشد :