الطريق أي تمدّ باعها وذراعها لتقطعه. وهي تذارع الفلاة وتَذْرعها إذا أسرعت فيها كأنها تقيسها. وقال الراجز يصف الإبل :
وهن يَذْرَعن الرَقَاق السَمْلَقا |
ذَرْع النواطي السُحُل المرقَّقا |
والنواطي : النواسج ، الواحدة ناطية. ويقال : ذَرَّع فلان بكذا إذا أقرَّ به ، وبه سمّي المذرِّع أحد بني خَفَاجة بن عُقَيل وكان قتل رجلاً من بني عَجْلان ثم أقرَّ بقتله فأقيد به فسمّي المذرِّع. وفي «نوادر الأعراب» : أنت ذرَّعت بيننا هذا وأنت سحلته ، يريد : سبَّبْته ، ورجل ذَرِع : حَسَن العِشرة والمخالطة. ومنه قول خَنْساء :
جَلْد جميل مُخِيل بارع ذَرع |
وفي الحروب إذا لاقيت مسعار |
ويقال : ذراعته مذارعة إذا خالطته. أبو زيد : الإذراع : كثرة الكلام والإفراطُ فيه ، وقد أذرع إذا أفرط في الكلام. ويقال ذَرَعه القيء إذا سَبَق إلى فيه ، وقد أذرعه الرجل إذا أخرجه. أبو عبيد عن أبي زيد : ذَرَّع فلان تذريعاً إذا حرَّك ذِرَاعه في السعي واستعان بها. ثعلب عن ابن الأعرابيّ : اندرع وانذرع واندر أو رَعَف واسترعف إذا تقدّم. قال : والذَّرِع : الطويل اللسان بالشرّ. وهو السَيَّار الليلَ والنهار.
[باب العين والذال مع اللام]
ع ذ ل
عذل ، لذع ، ذعل [ذلع] : مستعملة.
عذل : قال الليث : العَذْل : اللَوْم. وقال غيره : العَذَل مثله. وهو مصدر عَذَل يَعْذِلُ عَذْلاً وعَذَلاً. والعُذَّال جمع العاذل. والعواذل من النساء جمع العاذلة ، ويجوز العاذلات.
أبو العباس عن ابن الأعرابيّ قال : العَذْل : الإحْراق ، فكأن اللائم يُحْرِق بعَذْله قلب المعذول. قال : وقول العرب : هذه أيّامٌ مُعْتَذِلات إذا كانت نهاية في الحر من هذا.
أبو عبيد عن الأصمعيّ : هذه أيام معتذلات ـ بذال معجمة ـ إذا كانت شديدة الحَرّ.
وأنشد أبو نصر عن الأصمعيّ :
لوَّامة لامت بلومٍ شِهَبِ
قال : الشِهَب أراد : الشهاب ، كأن لومها يحرقه.
وقال ابن الأعرابيّ أيضاً : العُذُل : الأيَّام الحارَّة. قال : وجمع العاذل ـ العِرْقِ ـ عُذُل أيضاً. وفي حديث ابن عبّاس أنه سئل عن المستحاضة ، فقال : ذاك العاذل يغذو.
قال أبو عُبَيد : العاذل : هو اسم العِرْق الذي يسيل منه دم الاستحاضة.
أبو عُبَيد عن الأحمر : عَذَلْنا فلاناً فاعتذل أي لام نَفْسَه وأعْتب.
وقال ابن السكيت : سمعت الكِلابيّ يقول : رَمَى فلان فأخطأ ثم اعتذَل أي رمى ثانية.
وروى أبو العباس عن سَلَمة عن الفرّاء أنه قال : سمعت المفضّل الضّبيّ يقول : كانت