علوت بالمُزْعِف المأثورِ هامتَه |
فما استجاب لداعيه وقد سَمِعَا |
ثعلب عن ابن الأعرابي قال : الزُّعُوف : المَهَالك. عمرو عن أبيه قال : من أسماء الحيّة المِزعافة والمِزعامة.
فزع : قال الله تعالى : (حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) [سبإ : ٢٣] اتّفق أهل التفسير وأهلُ اللغة أن معنى قوله (فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) : كُشِف الفزع عن قلوبهم ، وتأويل الآية أنّ ملائكة سماء الدنيا كان عهدُهم قد طال بنزول الوَحْي من السموات العُلا ، فلمَّا نزل جبريل بالوحي على النبي صلىاللهعليهوسلم أوّلَ ما بُعث نبيًّا ظنّت الملائكة الذين في السماء الدنيا أن جبريل نزل لقيام الساعة ، ففزِعوا له ، فلمَّا تقرَّر عندهم أنه نزل لغير ذلك كُشِف الفَزَع عن قلوبهم فأقبلوا على جبريل ومن معه من الملائكة ، و (قالُوا) لهم (ما ذا قالَ رَبُّكُمْ؟. قالُوا) قال الله (الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ).
والذين (فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) ههنا ملائكة السماء الدنيا. وقيل : إن ملائكة كلّ سماء فَزِعوا لنزول جبريل عليهالسلام ومن معه من الملائكة ، فقال كل فريق منهم لهم : (ما ذا قالَ رَبُّكُمْ)؟ وقال الفرّاء : المُفَزَّعُ يكون جَبَاناً ، ويكون شُجَاعاً ، فمن جعله مفعولاً به قال : بمثله تَنْزِل الأفزاع. ومن جعله جَبَاناً جعله يَفْزَع من كل شيء. قال : وهذا مثل قولهم للرجل : إنه لمُغَلَّبٌ ، وهو غالبٌ ، ومُغَلَّبٌ وهو مغلوب. قلت : ويقال : فَزَّعْتُ الرجل وأفزعته إذا رَوَّعته. وقال الليث : الفَزَع : الغَرَق. وقد فَزعَ يَفْزَع فَزَعاً فهو فَزعٌ. وفلان لنا مَفْزَعٌ. وامرأةٌ لنا مَفْزَع. معناه : إذا دَهِمنا أمر فَزِعنا إليه أي لجأنا إليه واستغثنا به. وقد يقال : فلان مَفْزَعة بالهاء يستوي فيه التذكير والتأنيث إذا كان يُفْزَع منه. ورجلٌ فَزَّاعة : يُفَزِّع الناسَ كثيراً. قلت : والعرب تجعل الفَزع فَرَقاً ، وتجعله إغاثةً للفَزِع المروَّع ، وتجعله استغاثة. فأمّا الفَزع بمعنى الاستغاثة فإنه جاء في حديث يرويه ثابت عن أنسٍ : أنه فَزِع أهل المدينة ليلاً ، فركب النبي صلىاللهعليهوسلم فَرَساً لأبي طلحة عُرْياً ، فلمَّا رجع قال : «لن تُراعوا ، لن تُراعوا ، إني وجدته بَحْراً». معنى قوله فزِع أهل المدينة أي استَصْرخوا ، وظنّوا أن عدوًّا أحاط بهم ، فلمَّا قال لهم النبي صلىاللهعليهوسلم «لن تُرَاعوا» سَكَن ما بهم من الفَزَع. وأما الحُجّة في الفزع أنه بمعنى الإصراخ والإغاثة فقول كَلْحَبة اليربوعي حيث يقول :
فقلت لكأسٍ ألجميها فإنما |
حَلَلْنا الكَثِيب من زَرُودَ لنفزَعَا |
معناه : لنغيث ونُصْرِخ مَن استغاث بنا. وقال بعضهم : أفزعت الرجل إذا رَوّعته ، وأفزعته أي أغَثْته. وهذه الألفاظ كلّها صحيحة ، ومعانيها عن العرب محفوظة. ويقال : فَزِعْتُ إلى فلان إذا لجأت إليه ، وهو مَفْزَع لمن فزِع إليه أي مَلْجأ لمن التجأ إليه.
باب العين والزاي مع الباء
[ع ز ب]
عزب ، زعب ، زبع ، بزع : مستعملة.
عزب : قال الله جلّ وعزّ : (عالِمِ الْغَيْبِ لا