وقال أبو زيد : مَصَحَ الثَّرى مُصُوحاً إذا رسخ في الأرض.
أبو عُبَيْد عن الأصْمعي : محِص بِهَا وحَصَمَ بِهَا إذا ضَرِط.
أبواب الحاء والسين
[ح س ز : مهمل] (١)
ح س ط
استعمل منه : سطح ، سحط ، طحس.
سطح : قال الليث : السَّطْحُ : سَطْحُك الشيءَ على وجه الأرض ، كما تقول في الحرب : سَطَحُوهُم أي أَضْجَعُوهُم على الأَرْضِ ، والسَّطِيحُ المسطوح هو القَتِيلُ ، وأنشد :
* حتى تَراهُ وَسْطَهَا سَطيحاً*
وسَطِيحٌ الذِّئْبِيُّ كان في الجاهلية يتكَهَّنُ سُمِّي سطيحاً ، لأنه لم يكن له بين مَفَاصِلِه قَصَبٌ فكان لا يقدر على قيام ولا قعود ، وكان مُنْسَطِحاً على الأرض ، وحَدَّثنا بقصته محمدُ ابنُ إسْحَاق السّعْدِيّ قال : حدثنا علي بن حرب المَوْصِليّ ، قال : حدثنا أبو أيوب يَعْلَى بن عمْران البَجَلِيّ ، قال : حدثني مخزوم بن هانىء المخزومي عن أبيه ، وأَتَتْ له خمسون ومائة سنة قال : لما كانت ليلة ولد فيها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ارْتَجَس إيوانُ كِسْرَى ، وسقطت منه أربعَ عشرة شُرْفَةً ، وخَمِدَت نارُ فارِس ، ولم تَخْمَد قبل ذلك مائة عام ، وغاضت بُحَيْرَة سَاوَةَ ، ورأى المُوبِذَان إِبِلاً صِعاباً تقود خَيْلاً عِراباً قد قَطَعَتْ دِجْلَةَ ، وانتشرت في بلادها فلمّا أصبح كسرى أفزعه ما رأى ، فلَبِس تاجه وأخبر مَرازِبَتَه بما رأى ، فورد عليه كتَابٌ بخمود النار ، فقال المُوبِذَانُ : وأنا رأيت في هذه الليلة وقَصَّ عليه رؤياه في الإبل ، فقال له الملك : وأيُّ شيء يكون هذا؟ قال : حادث من ناحية العرب ، فبعث كسرى إلى النعمان بن المنذر أن ابْعَثْ إليّ برجل عَالِمٍ ليخبرني عمَّا أسأله ، فوجه إليه بعبد المسيح بن عمرو بن نُفَيْلَة الغَسَّانِي ، فأخبره بما رأى ، فقال : عِلْم هذا عند خالي سَطِيح ، قال : فأته وسَلْه وأتِني بجوابه ، فقدم على سَطِيح وقد أَشْفَى على الموت فأنْشَأَ يقول :
أَصَمُّ أم يَسْمَعُ غِطْرِيفُ اليمَن |
أم فَادَ فازْلَمَّ به شَأْوُ العَنَن |
|
يا فَاصِلَ الْخُطَّة أَعْيَتْ مَنْ ومَنْ |
أَتَاكَ شَيْخُ الحَيِّ من آل سَنَنْ |
|
رَسُولُ قَيْل العُجْم يَسْرِي لِلْوَسَن |
وأمّه من آل ذئْب بن حَجَن |
|
أَبْيَضُ فَضْفَاضُ الرِّداء والبَدَنْ |
تَجُوبُ بي الأرضَ عَلَى ذات شَجَن |
|
تَرْفَعُني وَجْنَاءُ تَهْوِي من وَجَن |
حتى أَتَى عاري الجبين والقَطَن |
|
لا يَرْهَبُ الرَّعدَ ولا ريْبَ الزَّمن |
تَلُفُّهُ في الرِّيح بَوْغَاءٌ الدِّمَن |
|
كأَنَّما حُثْحِثَ من حِضْنَي ثَكَن |
__________________
(١) أهمله الليث : انظر «العين» (٣ / ١٢٩).