اجتماع المعرفتين فى الجملة الاسمية
قد تجتمع المعرفتان فى الجملة الاسمية بحيث يتم الإخبار بذكرهما ، أى : يكونان جملة اسمية تامة ، وحينئذ يختلف النحاة فيما بينهم فى كون أى من المعرفتين المبتدأ ، وأيهما الخبر على النحو الآتى :
أولا : المقدم منهما هو المبتدأ :
يفهم من كلام سيبويه أن المقدم منهما هو المبتدأ قياسا على ما ذكره (١) ، ومنه القول : أنت أنت ، فأنت الأولى مبتدأة ، والثانية مبنية عليها (٢) ، ونقرأ عند الزمخشرى قوله : (وقد يقع المبتدأ والخبر معرفتين معا ، كقولك : زيد المنطلق ، والله إلهنا ، ومحمد نبيّنا) (٣).
ثانيا : حسب درجة التعريف :
يذهب مجموعة إلى أن درجة التعريف أو رتبته هى التى تحدد نوع ركنى الجملة الاسمية المعرفتين ، حيث يكون الأعرف هو المبتدأ ، والآخر هو الخبر ، وإن تساوت رتبتا تعريفهما فالأسبق هو المبتدأ.
ثالثا : الوصف هو الخبر :
يرى أن الاسم يتعين بالابتداء ، أما الوصف فهو الخبر.
رابعا : الأعم هو الخبر :
يرى بعضهم أن الأعمّ فى المعنى يكون الخبر ، فإذا قيل : محمد صديقى ، فإن صديقا يكون الخبر لأنه أعمّ فى المعنى ، ومفهوم أن لكل امرئ أصدقاء يتنوع أسماؤهم.
__________________
(١) يرجع إلى : الكتاب ١ ـ ٢٣.
(٢) السابق ٢ ـ ٣٥٩.
(٣) المفصل ٢٦.