الحذف فى الجملة الاسمية
تميل اللغة العربية إلى الإيجار غير المخل بالمعنى ، وتبغض التكرار المملّ للصنعة اللفظية ؛ لذلك فإنه يجوز أن يحذف كلّ من ركنى الجملة الاسمية إذا كان هناك دليل أو قرينة تدلّ عليه.
فيجوز حذف المبتدإ فى المواضع الآتية :
أ ـ فى جواب الاستفهام :
كما هو فى قوله تعالى : (وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ ١٠ نارٌ حامِيَةٌ) [القارعة : ١٠ ، ١١] ، حيث (نار حامية) جملة اسمية ، والتقدير : هى نار حامية ، فتكون (نار) خبرا لمبتدإ محذوف دل عليه السياق.
وتقول : كيف محمود؟ فيجاب : طيب ، أى : محمود طيب ، فيكون (طيب) خبرا لمبتدإ محذوف لدلالة السؤال عليه.
وكأن تقول فى الإجابة عن السؤال (من هذا؟) : الأول ، حيث (الأول) جملة اسمية تقديرها : هذا الأول ، فحذف المبتدأ لذكره فى السؤال.
ملحوظة :
من الأفضل أن يحتسب المسؤول عنه ـ هو الطرف المجهول لدى المتحدث بالسؤال ـ الركن الثانى من جملة الجواب ، وأن يحتسب الطرف المذكور فى السؤال طرفا أول ، سواء ذكر فى الجواب ، أم لم يذكر. فإذا سألت : من الأول؟ فيجاب بالقول : محمود ، يكون (محمود) خبرا ؛ لأن المبتدأ هو المذكور فى السؤال ولم يلفظ به الجواب.
ب ـ بعد فاء الجزاء أو الجواب :
كما هو فى قوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ)(١) [الجاثية : ١٥ ، فصلت : ٤٦]
__________________
(١) (من) اسم موصول مبنى على السكون فى محل رفع ، مبتدأ. (عمل) فعل ماض مبنى على الفتح ،
.