ومنه ما يمثلون له من قولهم : أخطب ما يكون الأمير قائما ، ضربى زيدا قائما ، ضربى زيدا نائما. وتلحظ أن (أخطب) مبتدأ أضيف إلى المصدر المؤول (ما يكون الأمير) ، وهو المفسر لصاحب الحال المحذوف. والتقدير : أخطب كون الأمير إذا كان هو (الكون) قائما.
أما (ضرب) فى المثالين الآخرين فهو مصدر مبتدأ عامل فى (زيد) ، وهو المفسر لصاحب الحال المحذوف مع الخبر ، والتقدير : إذا كان هو (زيد) قائما ، إذا كان هو (زيد) نائما.
وما سبق من تحليل وتعليل إنما هو للبصريين وجمهور النحاة ، لكن الكوفيين يذهبون إلى أن الحال معمول للمصدر الذى هو المبتدأ ، والخبر محذوف ، وهذا غير صالح لفظا ومعنى. ويذهب بعض النحاة ـ وعلى رأسهم ابن درستويه وابن بابشاذ ـ أن الخبر هو الحال من حيث المعنى ، والتقدير عندهم فى (ضربى زيدا قائما) يكون : ضربت زيدا قائما. وهو فاسد فى المعنى.
وأنبه إلى أنه يشترط فى وجوب حذف الخبر فى هذا التركيب وسد الحال مسدّه أن تكون الحال غير صالحة معنويا للإخبار بها عن المبتدإ.
ومنه أن تكون الحال جملة مقرونة بالواو ، كقوله صلّى الله عليه وسلّم : «أقرب ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد» (١).
ومثله قول الشاعر :
خير اقترابى من المولى حليف رضا |
|
وشرّ بعدى عنه وهو غضبان (٢) |
__________________
(١) (أقرب) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (ما) حرف مصدرى مبنى لا محل له من الإعراب. (يكون) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة وهو تام. (العبد) فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول فى محل جر ، مضاف إليه. (من ربه) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. رب : اسم مجرور بعد من ، وعلامة جره الكسرة. وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه.
وشبه الجملة متعلقة بالكينونة. (وهو) الواو للابتداء أو للحال حرف مبنى لا محل له من الإعراب. هو : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (ساجد) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والجملة الاسمية فى محل نصب ، حال سدت مسدّ الخبر.
(٢) (خير) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (اقتراب) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره