ـ (سواء) أحد ركنى الجملة الاسمية :
(سواء) اسم بمعنى الاستواء فهو اسم مصدر ، وقد يوصف به على أنه بمعنى (مستو) ، ومنه قولهم : مررت برجل سواء والعدم ، أى : مستو والعدم ، فيرفعون (العدم) على أنه معطوف على الضمير المستكن فى (سواء).
ودلالة (سواء) تعنى التسوية بين مدلولين فأكثر ، لذلك فإنه يلزم جملتها وجود أكثر من دالتين ، سواء أكانتا متناقضتين أم لا. كأن تقول : محمد وعلى سواء عندى ، وسواء أحضر أم لم يحضر.
وقد تمثل كلمة (سواء) أحد ركنى الجملة الاسمية ، وذلك على النحو الآتى :
ـ أن تتصدر (سواء) الجملة ، ويليها اسم معطوف عليه آخر ، كقولك : سواء عندى حضور المهمل وغيابه ، حيث تكون (سواء) مبتدأ خبره (حضور) ، أما شبه جملة (عندى) فهى متعلقة بالسواء. تلحظ عطف (غياب) على الخبر (حضور).
ومن النحاة من يجعل (سواء) خبرا مقدما للمبتدإ المؤخر الذى يليه (حضور).
ولكننا نقرأ عند سيبويه تحت عنوان : «هذا باب من النكرة يجرى مجرى ما فيه الألف واللام من المصادر والأسماء ، وذلك قولك : سلام عليك.». ثم يذكر :فهذه الحروف مبتدأة مبنى عليها ما بعدها ، والمعنى فيهن أنك ابتدأت شيئا قد يثبت عندك ، ولست فى حال حديثك تعمل فى إثباتها ، وفيها ذلك المعنى (١).
وبتمعننا فى كلمة (سواء) فإننا نتحسس فيها هذه المعانى كلّها ، فهى نكرة ، والمتحدث بها يثبت حقيقة تثبت لديه ، وهو يبتدئ بها فى معنى الاستواء ، والمتحدث لا يعمل على إثباتها فى حال حديثه عنها ، ولذا فإننا نجد عند سيبويه قوله : «ومع ذلك أيضا أن الابتداء بالحديث يحسن فيهن ، تقول : خير منك زيد ، وأبو عشرة زيد ، وسواء عليه الخير والشرّ» (٢).
فالاستواء هو مفتتح الحديث ومبتدؤه ، وهو المحور ، وما بعده إخبار عنه ؛ ولذلك فإن (سواء) تكون مبتدأ فى مثل هذا التركيب.
__________________
(١) الكتاب ١ ـ ٢٣٠.
(٢) الكتاب ٢ ـ ٢٥.