أولهما : الجمل التى لا محلّ لها من الإعراب ، سواء أكانت ابتدائية ، أم تؤدى معنى مساعدا.
والآخر : الجمل التى لها محلّ من الإعراب ، وهذه هى التى تقع موقع الاسم فتؤدى معنى فى الجملة ، سواء أكان معنى ركن منها ، أم معنى متعلّق بأحد ركنيها.
لكننى أنبه إلى فكرتين أساسيتين :
أولاهما : الهدف من الحديث إخبار ، والإخبار إفادة معنى جديد بالنسبة للمستمع ، وهو ما يتمثل فى الجزء الثانى من الجملة ، والإخبار يجب أن يكون تاما ، وهنا يجب أن نفرق بين نوعين من المعنى قد يعتقد أن كلّا منهما كامل : المعنى المراد الإخبار به ، والمعنى المساعد فى هذا الإخبار ، وهذه الإلفاتة تجعلنا نفكر فى تقسيم آخر للجملة العربية.
والأخرى : أننا لا نستطيع أن نتجاوز إطلاق حدّ الجملة على كل مبتدإ وخبر ، أو فعل وفاعل ، سواء أدّيا المعنى المراد الإخبار به ، نحو : الكتاب جديد ، سطع القمر ، أم لم يؤدياه ، نحو : الذى خطّه حسن مكافأ ، أقبل من نحبّه ، حيث (خطه حسن ، ونحبّه) جملتان ؛ لكنهما لم يؤديا المعنى المراد الإخبار به ، وهذه الإلفاتة تجعلنا نفكر فى تقسيم آخر ـ كذلك ـ للجملة العربية.
مما سبق نجد أن الجملة العربية يمكن أن تقسم أقساما أخرى من خلال منظورين آخرين :
أولهما : اتجاه المعنى :
حيث يقابلنا فى مطالعاتنا أو مستمعاتنا جمل يكتفى فيها بذكر الركنين الأساسين ، حيث يقصد بهما المعنى المراد الإخبار به ، وأخرى لا يكتفى فيها بذكر الركنين الأساسين ، وإنما تتضمن معانى أخرى يقصد بها إفادة القارئ أو السامع تحديدا أو تخصيصا دلاليا. وتبعا لذلك فإن الجملة العربية تنقسم إلى قسمين :
أ ـ الجملة البسيطة : وهى الجملة التى يكتفى فيها بذكر الركنين الأساسين ، سواء أكانت تؤدى المعنى المراد الإخبار به ، أم لم تؤده.