وهنا أنبه إلى نوعين من المعنى : المعنى المراد : وهو المعنى الذى يريد أن ينقله المتحدث إلى المستمع ، ولا يتم إلا بذكر الركن الثانى للجملة ، إلى جانب ما قد يضفى إلى الركنين من دلالات معنوية أخرى. والمعنى المجرد ، وهو المعنى الذى ينتج من ذكر الركنين الأساسين سواء أكان مرادا أم مساعدا ، أى : كان جزءا من المعنى المراد ؛ لأن كلّ ركنين يؤديان معنى بالضرورة.
فالجملة البسيطة تتحدد بذكر الركنين الأساسين.
ب ـ الجملة الموسعة : وهى التى لا يكتفى معناها بذكر ركنيها الأساسين ، وإنما يضاف إليها دلالات أخرى ، تفيد فى تحديد أحد الركنين وتخصيصه دلاليا ، كالتأكيد ، والنفى ، والبدلية ، والنعت ، والحالية ، والتمييز ، والاستثناء ، والدلالة الزمنية ، والمكانية ، فمعنى هذه الجملة موسع عما تكون عليه الجملة البسيطة.
والآخر : بحسب اتجاه الإخبار :
وهو ما يطلق عليه مصطلح الوظائف النحوية ، فقد تكون الجملة بركنيها مرادا بها الإخبار كاملا ، وقد تكون مساعدة فى أداء هذا الإخبار ، ومن حيث هذا المنظور المعنوىّ تقسم الجملة إلى قسمين :
أ ـ الجملة التامة (الإخبارية): وهى الجملة التى يراد بها الإخبار تاما دونما نقص أو اعتماد على أخرى ، إلا فى حال المشاركة (العطف) ، فالعطف يعنى جملتين أو أكثر بحكم مشترك ، أى : أن الجملة التامة هى التى تحقق هدف المتحدث الإخبارى ، وتنقل المعنى المراد الإخبار به إلى السامع أو القارئ ، نحو : المخلص محبوب ، المتّقى ربّه ساع فى الخير ، يفلح المؤمن ويضل الفاسق.
ب ـ الجملة المتعلقة (المسندة): وهى الجملة التى لا تستقلّ بالمعنى بذاتها ، وإنما تعتمد على غيرها أو تستند إليه ، فهى الجملة التى تساعد فى أداء المعنى ، وقد تكون مخبرا بها أو موضحة لما سبقها من كلمة ، ومثال هذا النوع من الجمل : جملة الشرط ، وجملة جواب الشرط ، وجملة الصلة ، وجملة الخبر ، والجملة الحالية ، والوصفية ، والمفعولية ، والجملة المستثناة.