مواضع وجوب كسر همزة (إن)
يجب أن تكسر همزة (إنّ) إذا لم يمكن تأويلها مع معموليها بمصدر ، وليس هذا بتحديد دقيق ؛ لأنه يمكن تأويل جملة (إن) بمصدر ، سواء أكانت مكسورة الهمزة أم مفتوحتها ، فإذا قلت : إن الجوّ معتدل ، فإنه يمكن أن تؤول إلى : اعتدال الجو ، لكن الفيصل فى هذه القضية هو المعنى المراد ، حيث يمكن القول : إنه تكسر همزة (إن) فى كل موضع يمكن أن تستقلّ فيه مع معموليها معنويّا دون تقدير ، حيث تكون معنى مرادا لذاته ، وبالتالى فهى ابتدائية ، ففى القول السابق عند ما تحولت جملة (إن) إلى مصدر مؤول كان ذلك صحيحا نحويّا ، إلا أنه كان ناقصا معنويّا ، حيث لا يفهم منه معنى جملة مستقلة بمعناها دون تقدير أو حذف.
وقد ذكر النحاة (١) مواضع كسر همزة (إن) ـ ويلحظ أنها مع معموليها يمكن أن تستقلّ فى جملة تؤدى معنى تامّا مفهوما ـ ذلك فيما يأتى :
١ ـ أن تكون فى موضع الابتداء :
ولا اعتداد بالحروف التى تؤثر نحويّا ، ويمكن أن يبتدأ بها فى الجملة.
ويكون الابتداء بلا حروف ابتداء حقيقيّا ، نحو : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ)(٢) [الكوثر : ١]. (إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)(٣) [القدر : ١].
أما الابتداء بعد الحرف غير المؤثر نحويّا فإنه يكون ابتداء حكميّا ، نحو : (أَلا إِنَّ أَوْلِياءَ اللهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [يونس : ٦٣]. (ألا) حرف استفتاح وابتداء مبنى لا محل له من الإعراب ، وهو غير مؤثر نحويا.
__________________
(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٤٢ ، ١٤٧ / المقتضب ٢ ـ ٣٤٨ ، ٣٥٣ / ٣ ـ ١٩٤ / ٤ ـ ١٠٧ / المفصل ٢٩٣ / التسهيل ٦٢ ، ٦٣ / شرح التصريح ١ ـ ٢١٤.
(١) ينظر : الكتاب ٣ ـ ١٤٢ ، ١٤٧ / المقتضب ٢ ـ ٣٤٨ ، ٣٥٣ / ٣ ـ ١٩٤ / ٤ ـ ١٠٧ / المفصل ٢٩٣ / التسهيل ٦٢ ، ٦٣ / شرح التصريح ١ ـ ٢١٤.
(٢) (إنا) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير المتكلمين (نا) مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (أعطيناك) أعطى : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، فاعل. والكاف ضمير مخاطب مبنى فى محل نصب مفعول به أول. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر إن. (الكوثر) مفعول به ثان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.