٢ ـ إذا وقعت مع معموليها بعد فاء الجزاء :
حيث يمكن أن تقدرها جملة تامة الركنين فتكسر ، ويجوز أن تؤولها بمصدر فتفتح ، ومن ذلك قوله تعالى : (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهالَةٍ ثُمَّ تابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [الأنعام : ٥٤]. قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائى ونافع بالكسر ، وقرأ عاصم وابن عامر بالفتح (١).
أما الكسر فهو على احتساب (إن) فى صدر الجملة ، فهى تمثل جملة تامة مخبرا بها عن اسم ذات ، سواء أكانت (من) اسما موصولا فى محلّ رفع ، مبتدأ ، أم كانت اسم شرط مبتدأ كذلك ، والتقدير : فهو غفور رحيم ، وتكون جملة (إن) مع معموليها فى محل جزم ، جواب الشرط ، فتكون جملة تامة تكسر فيها همزة (إن).
وأما الفتح فهو على احتساب المصدر المؤول مبتدأ يفتقر إلى خبر ، وهو محذوف ، أو خبرا لمبتدإ محذوف ، والتقدير : فغفرانه موجود ، أو : فعليه غفرانه ، أو : فأمره أو فشأنه أنه غفور رحيم.
٣ ـ أن تقع مع معموليها فى موضع تعليل :
مثال ذلك قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)(٢) [الطور : ٢٨].
__________________
(١) يرجع إلى : كتاب السبعة فى القراءات لابن مجاهد ٢٥٨ / إملاء ما منّ به الرحمن ١ ـ ٢٤٤ / البيان فى غريب القرآن ١ ـ ٣٢٢.
(٢) (إنا) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (كنا) كان : فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على السكون ، وضمير المتكلمين مبنى فى محل رفع ، اسم كان. (من قبل) من : حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. (قبل) اسم مبنى على الضم فى محل جر. وشبه الجملة متعلقة بالدعاء. (ندعوه) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، والفاعل ضمير مستتر تقديره : نحن ، وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، مفعول به. والجملة الفعلية فى محل نصب ، خبر كان ، وجملة (كان) مع اسمها وخبرها فى محل رفع ، اسم إن. (إنه) إن : حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. وضمير الغائب مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (هو) ضمير فصل مبنى لا محل له من الإعراب ، أو : ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (البر) خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. أو : خبر المبتدإ مرفوع ، والجملة الاسمية فى محل رفع ، خبر إن.
(الرحيم) خبر ثان لإن ، أو خبر ثان للمبتدإ.