فهمت ما قلته ، أى : إنك على حق. التقدير : أى : كونك على حقّ ، فتكون (إن) مع معموليها مصدرا مؤولا ، يكون فى محلّ نصب بالعطف على المفسّر (ما).
وقد يكون التقدير : أى : أنت على حق ، فتكون (إن) مكسورة الهمزة ؛ لكونها تمثل جملة تامة مستقلة على سبيل الاستئناف والابتداء.
١١ ـ أن تقع بعد واو مسبوقة باسم ، أو مؤول بالاسم ، صالح للعطف عليه :
فى قوله تعالى : (إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيها وَلا تَعْرى (١١٨) وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى) [طه : ١١٨ ، ١١٩]. قرأ نافع وأبو بكر بكسر همزة (إن) ، وذلك على سبيل الاستئناف ، أو العطف على الجملة الأولى ، فهى تمثل بذلك جملة تامة باستقلالها فى المعنى ، أو بالعطف على ما هو مستقلّ فى معناه ، أما الباقون فقد قرؤوا بالفتح على سبيل العطف على المصدر المؤول (ألا تجوع) (١) وهو فى محل نصب ، اسم (أن) ، وبذلك يكون فيها ارتباط معنوىّ ، حيث العطف على ما لم يستقلّ فى معناه ، والتقدير : إن لك عدم الجوع ، وعدم العرى ، وعدم الظمأ ، وعدم الإضحاء.
١٢ ـ أن تقع (أن) مع معموليها بعد (مذ أو منذ):
(مذ ومنذ) ظرفان ملازمان للإضافة ، ويجوز إضافتهما إلى الجمل كما يضافان إلى الأسماء ، فإذا وقعت بعدهما (إنّ) ومعمولاها فإنها تعدّ بمثابة الجملة التامة ، حيث إضافتهما إلى جملة تامة ، فتكسر الهمزة ، وقد تعدّ بمثابة الاسم ، أى : المصدر المؤول ، حيث إضافتهما إلى الأسماء ، فتفتح الهمزة. مثال ذلك أن تقول : ما رأيته مذ (أو : منذ) أننا (أو : إننا) عدنا من السفر.
١٣ ـ أن تقع بعد قول يمكن أن يؤول بالظنّ :
إذا وقعت (إن) بعد قول فإنه يجب فى همزتها الكسر ، فإذا أجرى القول مجرى الظن وجب فتح الهمزة ، وعلى ذلك روى بالفتح والكسر قول الشاعر :
__________________
(١) ينظر : السبعة ٤٢٤ / إملاء ما منّ به الرحمن ٢ ـ ١٢٨.