أتقول إنك بالحياة ممتّع |
|
وقد استبحت دم امرئ مستسلم (١) |
فإذا احتسبت (إن) بعد قول صريح فإن الهمزة يجب أن تكسر ، ويجوز أن تجرى القول هنا مجرى الظنّ ؛ لأنه فعل مضارع للمخاطب بعد استفهام وليس بينهما فاصل ، وعند ذلك يجب فتح الهمزة.
مؤولات بين الفتح والكسر :
ـ فى قوله تعالى : (فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ.) [الدخان : ٢٢].
قرأ العامة بفتح همزة (أنّ) ، ويوجه على إضمار حرف الجر ، والتقدير : دعاه بأن هؤلاء ...
أما ابن أبى إسحاق وعيسى والحسن فقد قرئ عنهم بكسر همزة (إن) ، ويوجه على أحد رأيين :
أولهما : إضمار القول ، والتقدير : فدعا قائلا : إن .. وهو ما رآه البصريون.
والآخر : إجراء (دعا) مجرى (قال) ، وهو ما ذهب إليه الكوفيون.
ـ فى قوله تعالى : (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ) [المؤمنون : ١١١].
قرأ حمزة والكسائى (أنهم هم) بكسر الهمزة ، وقرأ الباقون بفتحها (٢).
__________________
(١) الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٧٥.
(أتقول) الهمزة حرف استفهام ، مبنى لا محل له من الإعراب. تقول : فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وفاعله ضمير مستتر تقديره : أنت. (إنك) إن : حرف توكيد ونصب مبنى ، لا محل له من الإعراب ، وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، اسم إن. (بالحياة) جار ومجرور ، وشبه الجملة متعلقة بالتمتع. (ممتع) خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة. وجملة إن مع معموليها فى محل نصب ، مقول القول. (وقد) الواو : واو الابتداء أو الحال ، حرف مبنى لا محل له. قد : حرف تحقيق مبنى لا محل له من الإعراب. (استبحت) استباح : فعل ماض مبنى على السكون. وضمير المتكلم مبنى فى محل رفع ، فاعل ، والجملة الفعلية فى محل نصب ، حال. (دم) مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف. و (امرئ) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (مستسلم) صفة لامرئ مجرورة ، وعلامة جرها الكسرة.
(٢) ينظر : السبعة ٤٤٨ / الحجة ٤٩٢ / الإتحاف ٣٨٩.