ـ قوله تعالى : (إِنْ يُوحى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّما أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ) [ص : ٧٠]. فيه المصدر المؤول (أنما أنا نذير) فيه فتح همزة (أن) فى قراءة العامة ، وتوجّه على وجهين :
أولهما : أن المصدر المؤول فى محلّ رفع ، نائب فاعل ، وتكون شبه الجملة متعلقة بالوحى.
والآخر : أنه فى محل نصب بإسقاط حرف الجر ، أو فى محلّ جرّ بتقدير وجوده ، ونائب الفاعل هو شبه الجملة (إلى) ، والتقدير : يوحى إلىّ للإنذار.
وكسرت همزة (أن) فى قراءة أبى جعفر ، ويوجه على الحكاية ، والتقدير : ما يوحى إلى إلا هذا القول ... أو إلا هذه الجملة ....
ـ قوله تعالى : (فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ) [القمر : ١٠].
فيه قراءة العامة بفتح الهمزة على حكاية المعنى بحذف حرف الجر ، والتقدير : بأنى مغلوب ، فيكون المصدر المؤول إما منصوبا على نزع الخافض ، وإما فى محل جر بتقدير وجود حرف الجر.
وفيه قراءة بكسر همزة (إن) ، ويوجه على إضمار القول ، والتقدير : فقال إنى مغلوب ، ففسر به الدعاء ، وإما إجراء للدعاء مجرى القول ، وهو ما يذهب إليه الكوفيون.
إلحاق (ما) بالأحرف الناسخة :
تعمل الأحرف الناسخة فى الجملة الاسمية لأنها مختصّة بها ، فتنصب المبتدأ ـ كما ذكرنا ـ فكأن هذه الأحرف شديدة الالتصاق بالمبتدإ فتنصبه. فإذا ألحقت (ما) بالحرف الناسخ فإنها تزيل هذا الاختصاص ، ويظلّ الحرف الناسخ على جانبه الدلالىّ دون الأثر النحوى ، وينتج عن زوال صفة الاختصاص بالجملة الاسمية بدخول (ما) على الحرف الناسخ أحد أمرين :
أولهما : زوال أثرها فى المبتدإ ، فلا تنصبه ، ويظلّ على ما كان عليه من الرفع ، ولا يكون اسمها ، وإنما يظلّ مبتدأ ، ومن ذلك قوله تعالى : (اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ