برفع (الخال) إما على العطف على موضع (لكن) مع اسمها ، وهو الرفع ، وإما على الابتدائية استئنافا ، ويجوز فيه النصب بالعطف على اسم (لكن).
قضية الرتبة فى الجملة الاسمية :
فى هذه القضية عدة جوانب :
أولها : يمتنع تقدم أسماء هذه الأحرف عليها ، فعمل الحرف ليس إلا فيما يليه ، ولا يكون فيما يسبقه.
والثانى : لا يجوز أن تتقدم أخبار الأحرف الناسخة عليها ، ويعلّل لذلك بأن الحروف محمولة على الأفعال فى الإعمال ، فلا يليق التوسع فى معمولاتها بالتقديم والتأخير ؛ لأنها فرع فى الإعمال ، وليست أصلا كالأفعال.
والثالث : لا تتقدم أخبار هذه الأحرف على أسمائها إلا إذا كان الخبر شبه جملة ، ذلك «لأن العرب اتسعت فى الظروف ، فأجازت فيها ما لا تجيزه فى غيرها ، من قبل أن جميع الأفعال لا تخلو منها ، فهى موجودة فى الكلام ـ وإن لم تذكر ـ لأنه لا يصح وقوع فعل إلا فى زمان ومكان ، فلمّا كان معناها موجودا فى الكلام أجازوا تقديمها ، والفصل بها بين (إن) واسمها» (١).
ومن تقديم الخبر إذا كان شبه جملة أن تقول : وأراه أنّ فى الناس بقية ينهون عن الفساد فى الأرض. شبه جملة (فى الناس) فى محل رفع ، خبر (أن) مقدم ، واسمها هو النكرة المتأخرة المنصوبة (بقية).
__________________
(ما) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (قصرت) فعل ماض مبنى على الفتح والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. (بى) جار ومجرور مبنيان ، وشبه الجملة متعلقة بالتقصير. (فى التسامى) جار ومجرور ، وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها التعذر. وشبه الجملة متعلقة بالقصور.
(خؤولة) فاعل مرفوع ، رفعه الضمة. (ولكن) الواو حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. لكن : حرف استدراك مبنى لا محل له من الإعراب. (عمى) اسم لكن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة ، منع من ظهورها الكسرة المناسبة لضمير المتكلم ، وهو مضاف ، وضمير المتكلم مبنى فى محل جر بالإضافة. (الطيب) خبر لكن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف ، و (الأصل) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (والخال) الواو : حرف عطف مبنى ، لا محل له من الإعراب. (الخال) إما مبتدأ خبره محذوف ، وإما معطوف على لكن واسمها.
(١) شرح عيون الإعراب ١١٣.