وسمعت (ليت) متصلة بضمير المتكلم دون إلحاق نون الوقاية فى قول زيد الخيل الطائى :
كمنية جابر إذ قال ليتى |
|
أصادفه وأتلف بعض مالى (١) |
ولا يقاس عليه.
ويبدو أن إلحاق نون الوقاية بالحرف ليقيه من الكسر الواجب ذكره قبل ضمير المتكلم ، إذ الحروف مبنية ، فمن الأفضل أن تظلّ على بنائها ، وكذلك الفعل ، فإذا كان مبنيا فإن النون تجعله محافظا على ما بنى عليه ، وإذا كان معربا فإن النون تحمل الكسرة المناسبة لضمير المتكلم ؛ ليظلّ الفعل واضحا إعرابه.
لكنه يلاحظ أن ذوات الحرف المشدد فى آخرها يجوز أن تحذف نون الوقاية منها ، وإذا خضنا جدلا كجدل النحاة فإنه يمكن القول : إن حذف النون مما آخره نون مشددة يكون لكراهية توالى ثلاث نونات ، فتحذف إحدى النونات الثلاث.
أما مع (لعلّ) فإنه يجوز حذف النون لسبقها بلامين ، والفرق الصوتىّ بين اللام والنون ضئيل ، حيث إن النون أنفية ، أما اللام فممّا بين جانبى اللسان والأضراس ؛ ولذلك فإنهم يجعلون النون أنفية ، واللام جانبية (٢) ، أما سائر الصفات الصوتية فهما يشتركان فيها ، حيث الجهر وعدم الإطباق وعدم الانفجار أو الاحتكاك ، فلو تحوّل الهواء من الأنف إلى ما بين جانبى اللسان والأضراس لكانت اللام ، وإذا تحول إلى الأنف كانت النون ، وهذا التماثل فى الصفات الصوتية يجعل حذف النون بعد لامين جائزا لجواز حذف النون بعد نونين.
تخفيف النون من ذوات النون
الأصل فى إعمال (إنّ) وأخواتها هو اختصاصها بالأسماء وشبهها بالأفعال ، ويزول هذا الاختصاص وهذا الشبه حال تخفيفها ، حيث نقصانها عن مبنى الفعل ، ودخولها عليه ؛ لذا فإنه فى حال تخفيف النون من ذوات النون تتغير الأحكام الإعرابية لما بعدها على النحو الآتى :
__________________
(١) ديوانه ٨٧ / المقرب ١ ـ ١٠٨.
(٢) ينظر : علم اللغة العام ـ الأصوات : ١٢٩ ، ١٣٠.