اللام الفارقة :
إذا خففت نون (إن) المؤكدة وأهملت فإنها تلتبس بـ (إن) النافية ؛ لأنها مخففة ومهملة ؛ لذا يلزم دخول لام الابتداء بعد (إن) المؤكدة ؛ المهملة لتكون فارقة بينها وبين النافية. فتقول : إن محمد لمهمل ، فيتأكد لك إهمال محمد. فإذا قلت : (إن محمد مهمل) كان محمد غير مهمل ، وتقديره : ما محمد مهمل.
وتترك هذه اللام إن كان الخبر منفيّا ، فتقول : إن المؤمن غير كاذب. فيتأكد عدم كذب المؤمن.
وقد تترك اللام مع (إن) المخففة المؤكدة لقرينة معنوية ، كما هو فى قول الطرماح :
أنا ابن أباة الضّيم من آل مالك |
|
وإن مالك كانت كرام المعادن (١) |
حيث القرينة المعنوية هنا هى المدح ، فلا يصح أن تكون (إن) نافية ، وهو فى موقف مدح. فهو من آل مالك أباة الضيم ، وهم كرام المعادن ، فتكون (إن) مخففة من الثقيلة المؤكدة ، ويجوز دخول لام الابتداء على (كان) ، حيث يجب دخول لام الابتداء مع (إن) المخففة إن أهملت ، ولم يظهر المعنى (٢).
__________________
(١) شفاء العليل ١ ـ ٣٦٧ / شرح ابن عقيل ١ ـ ٣٧٩ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٨٩ / العينى ٢ ـ ٢٧٦ / الدرر ٢ ـ ١٩٣.
(أنا) ضمير مبنى فى محل رفع ، مبتدأ. (ابن) خبر المبتدإ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. وهو مضاف. و (أباة) مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف ، و (الضيم) مضاف إليه مجرور ، (من آل) جار ومجرور بالكسرة ، وشبه الجملة خبر ثان للمبتدإ ، أو : فى محل نصب حال مما فى خبر المبتدإ من ضمير. وآل مضاف و (مالك) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. (وإن) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. إن : مخففة من الثقيلة حرف مبنى لا محل له من الإعراب. (مالك) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (كانت) فعل ماض ناقص ناسخ مبنى على الفتح. والتاء حرف تأنيث مبنى لا محل له من الإعراب. واسمه ضمير مستتر تقديره : هى ، يعود على قبيلة مالك. (كرام) خبر كان منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة. وهو مضاف ، و (المعادن) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الكسرة. وجملة كان ومعموليها فى محل رفع ، خبر المبتدإ (مالك).
(٢) ينظر : التسهيل ٦٥ / الجامع الصغير ٦٧.