لقد علم الضيف والمرملو |
|
ن إذا اغبرّ أفق وهبّت شمالا |
بأنك ربيع وغيث مريع |
|
وأنك هناك يكون الثّمالا (١) |
حيث خففت (أن) فى قوله : (بأنك ربيع .. وأنك هناك) ، وقد ظهر اسمها ، وهو ضمير المخاطب (الكاف) فى الموضعين ، وهذا على خلاف ما يجب أن يكون عليه من وجوب الحذف وكونه ضمير الشأن.
ومثله قول الآخر :
فلو أنك فى يوم الرخاء سألتنى |
|
طلاقك لم أبخل وأنت صديق (٢) |
وهذا لا يقاس عليه ، أو هو نادر.
ثانيا : فى دلالة ما قبل (أن) مخففة وناصبة :
الفاصل بين (أن) المخففة و (أن) الناصبة للمضارع من حيث دلالة ما قبلهما فى التركيب هو : تقع (أن) المخففة من الثقيلة بعد ما يعطى معنى العلم وهو دالّ على الثبات والاستقرار.
__________________
(١) ديوان الهذليين ٢ ـ ٥٨٥ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٧٥ / شفاء العليل ١ ـ ٣٧٠ / الجامع الصغير ٦٤ / شرح التصريح ١ ـ ٢٣٢ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٩١.
غيث : كلأ أو مطر ، الثمالا : الغياث والملجأ.
(بأنك) الباء حرف جر مبنى لا محل له من الإعراب. أن : حرف توكيد ونصب مخفف من الثقيلة مبنى لا محل له ، وكاف الخطاب ضمير مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (ربيع) خبر أن مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. والمصدر المؤول (أنك ربيع) فى محل جر بالباء ، وشبه الجملة (بأنك ربيع) متعلقة بالعلم.
(وغيث) الواو حرف عطف مبنى لا محل له من الإعراب. غيث معطوف على ربيع مرفوع وعلامة رفعه الضمة. (مريع) صفة لغيث مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. (وأنك) الواو حرف عطف مبنى ، أن : حرف توكيد ونصب مبنى مخفف من الثقيلة. وضمير المخاطب مبنى فى محل نصب ، اسم أن. (هناك) ظرف مكان إشارى مبنى فى محل نصب متعلق بتكون. (تكون) فعل مضارع ناقص ناسخ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة. واسمه ضمير مستتر تقديره : أنت. (الثمالا) خبر تكون منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة.
والألف للإطلاق حرف مبنى لا محل له من الإعراب. وجملة تكون مع معموليها فى محل رفع ، خبر (أن). والمصدر المؤول فى محل جر بالعطف على المصدر السابق (أنك ربيع).
(٢) المنصف ٣ ـ ٢٨ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٧١ / المقرب ١ ـ ١١١ / المغنى ١ ـ ٢٩ / شفاء العليل ١ ـ ٣٧٠ / الصبان على الأشمونى ١ ـ ٢٩٠ / الدرر اللوامع ٢ ـ ١٩٨.