وفيه ورد خبرها جملة فعلية غير دعائية ، وفعلها غير جامد ، ففصل بينهما بـ (قد).
وخففت (كأن) عاملة فى مضمر مقدر ، وكان خبرها جملة فعلية مفصولة عنها بـ (قد) فى قول النابغة الذبيانى :
أزف الترحّل غير أن ركابنا |
|
لمّا تزل برحالنا وكأن قد (١) |
والتقدير : وكأنه قد زالت ، أو : وكأنها قد زالت ، والضمير فى المقدر الأول ضمير الشأن ، وفى الثانى ضمير الركاب.
تخفيف نون (لكن)
تخفف نون (لكن) فيزول اختصاصها بالجملة الاسمية ، ويهمل عملها. من ذلك من ذلك قوله تعالى : (وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) [البقرة : ٥٧]. حيث دخلت على ٢٣
الجملة الفعلية.
فى قوله تعالى : (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللهَ رَمى) [الأنفال : ١٧].
قرأ الكسائى وحمزة وابن عامر بتخفيف نون (لكن) ورفع لفظ الجلالة (الله) فى الموضعين ، وذلك على إهمال (لكن) بعد تخفيف نونها ، فيكون لفظ الجلالة مرفوعا على الابتدائية ، وتكون حرفا استدراكيا ، وتكون عطفا استدراكيا إذا جاءت بغير الواو.
ومن ذلك قوله تعالى : (وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ وَلكِنَّ الشَّياطِينَ كَفَرُوا) [البقرة : ١٠٢] ، بتخفيف نون (لكن) ورفع (الشياطين) فى قراءة الكسائى وحمزة وابن عامر ، وذلك على التوجيه السابق من إهمال (لكن).
__________________
(١) الخصائص ٢ ـ ٣٦١ / ٣ ـ ١٣١ / شرح ابن يعيش ٨ ـ ٥ / قطر الندى ٢٢٢ / الأشمونى ١ ـ ٣١ / الدرر اللوامع ٢ ـ ٢٠٢.