ومثله قول زهير :
إن ابن ورقاء لا تخشى بوادره |
|
لكن وقائعه فى الحرب تنتظر (١) |
وفيه (لكن) مخففة مهملة ، و (وقائع) مبتدأ ، خبره الجملة الفعلية (تنتظر).
لام الابتداء و (إن) المكسورة الهمزة
تختصّ لام الابتداء بدخولها فى جملة (إن) المكسورة الهمزة دون المفتوحة (٢) ، ودون غيرها ، ما سمع فى غير ذلك يحكم عليها فيه بزيادتها ، وهى تقوى درجة تأكيد (إن) ، ويسمّونها لام الابتداء ؛ لأن لها حقّ الصدارة فى الجملة ، ولمّا كان موضعها الأصلىّ قبل (إنّ) مباشرة وكرهوا توالى حرفين مؤكّدين زحلقت إلى موضع آخر فى جملة (إن) ، فلذلك تسمّى باللام المزحلقة ، وقد تسمى بما تفيده من دلالة التوكيد ، فتكون لام التوكيد. وهذه اللام تكون مفتوحة دائما.
ويكون موضع دخول اللام فى جملة (إنّ) اسمها ، وخبرها ، ومعمول الخبر ، وضمير الفصل ، وأول جزء من جملة الخبر ، بشرط ألا يتوالى (إنّ) واللام ، بل لا بدّ من الفصل بينهما وألا تدخل على نفى ، ولا معمول فعل ماض ، ولا على جواب شرط خلافا لابن الأنبارى ، ذلك على التفصيل الآتى :
__________________
(١) ينظر : ديوانه ٥٣ / المغنى ١ ـ ٢٩٢ / العينى ٤ ـ ١٧٨.
(إن) حرف توكيد ونصب مبنى لا محل له من الإعراب. (ابن) اسم إن منصوب ، وعلامة نصبه الفتحة ، وهو مضاف ، و (ورقاء) مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ، لأنه ممنوع من الصرف. (لا) حرف نفى مبنى لا محل له من الإعراب. (تخشى) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة المقدرة ، منع من ظهورها التعذر ، مبنى للمجهول ، (بوادره) نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر ، مضاف إليه. (لكن) حرف استدراك مبنى على السكون لا محل له من الإعراب. (وقائعه) مبتدأ مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة ، وهو مضاف ، وضمير الغائب مبنى فى محل جر مضاف إليه. (فى الحرب) جار ومجرور ، وشبه الجملة فى محل نصب ، حال من وقائع. (تنتظر) فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه الضمة مبنى للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره : هى. والجملة الفعلية فى محل رفع ، خبر المبتدإ.
(٢) ينظر : الكتاب ٢ ـ ١٣٢ / ٣ ـ ١٠٩ / المقتضب ٢ ـ ٣٤٤ / التسهيل ٦٣ / شرح التصريح ١ ـ ٢٢١.